أدب وفنمقالات واقوال مترجمة

فرجينيا وولف و خورخي لويس بورخيس و قصيدتان لعبور السماء

ترجمة / سمية تكجي

المصدر / cultura inquieta

فرجينيا وولف و خورخي لويس بورخيس و قصيدتان لعبور السماء

نتأمل الغيوم…لعلها مهمة رائعة ان نخصص وقتا للتأمل و التدقيق في هذه الكيانات الأثيرية التي تجوب بين الأرض والسماء…..انه لشيء يبعث على الفرح حين تعلمنا تلك الغيوم ان نتفحص كل خصلة من القطن الأبيض و كل شكل من الأشكال الصامتة فوق رؤوسنا …أن نعرف اكثر عنها، ان نكتشف سبب غضبها و كيف تخرجه ،و لماذا تخبىء الشموس في الشتاء ، ماذا تختزن ، بماذا تحلم ،و هل تحس بالألم حين تخترقها الطائرات عبر الخطوط و الوقت و الأمكنة …

من المفيد ان نذكر في سياق هذه المقالة ” نادي متأملي الغيوم ” و هو نادي تأسس على فكرة تامل الغيوم و قد تم منح هذا العنوان للرسام خورخي فين Jorje fin الذي اشتهر بلوحاته التي ترسم أشكال الغيوم المختلفة بريشة ابداعية قل نظيرها …

لنطير بدورنا الى الشعر و عبر صوت فرجينيا وولف وخورخي لويس بورخيس ، الغيوم تغذي الذاكرة الجمعية ،نتأملها كي نفكك بعض الغموض و اليوم نفعل ذلك عبر الكلمة…

قصيدة خورخي لويس بورخيس

ما من شيء…

لا يستطيع أن يكون غيمة …

القلاع بأحجارها الضخمة و بلوراتها التوراتية التي نعَّمها الوقت …


هي الأوديسة التي تتغير كما البحر…


هناك شيء آخر كلما فتحنا الغيم …انعكاس وجهك في المرآة ليس وجهك


و يومك هو متاهة شائكة


نحن الذين نرحل


الغيمة المتعددة التي تتلاشى هي صورتنا …


بدون توقف .. الوردة تتحول الى وردة أخرى


انت الغيم ،انت البحر ،انت النسيان …


انت ايضا كل ما نقص منك…

عبر الهواء …تجري الجبال هادئة أو سلسلة جبلية ماساوية من الظلال تجعل اليوم مظلما

سوف اسميها الغيوم …

الأشكال تبدو غريبة …مرة ، تأمل شكسبير احدى الغيوم و رأى تنينا …

هذه الغيمة التي اتت من المساء تألقت في حروفه و اشتعلت، و نحن ما زلنا نتبعها و نراها

ما هي الغيوم؟ هل هي هندسة العشوائية

الله ..ربما يحتاج الغيوم من اجل تنفيذ اعماله التي لا تعرف نهاية و هي خيوط المؤامرة المظلمة …

ربما الغيمة ليست اقل عبثية من الإنسان الذي ينظر اليها عند الصباح …

قصيدة فرجينيا وولف


ها هيا… هناك الغيوم الرمادية العائمة و الشجرة المغروسة ،الشجرة و لحيتها الفضية المنحوتة …


عاصفتي عقيمة لم تثمر ..لم استطيع الوصول الى الضفة الاخرى ..


العاصفة تبدد غيوم التراب التي تعصف في روحي المرتجفة…


مرتجفة بشكل مخزي ، و ذكريات الرقصات حول شجرة عيد الفصح و حول الهدايا المغلفة بالورق


يقال ان الكون كله صنع من الخطوط المنحنية… العائمة …الأشجار في الأرض و الغيوم في السماء …
عبر اغصان الأشجار اتأمل الغيوم
يبدو ان الجولة تدور هناك فوق …


بين الغيوم الناعمة البيضاء ، بشكل ضعيف اكاد اسمع صراخا …


تبدو الغيوم تفقد خصلا من بياضها كلما داعبها النسيم …


لو كان بالإمكان ان يدوم هذا الأزرق الى الأبد ، لو كان بإمكان تلك الفجوة بين غيمتين ان تدوم الى الأبد …لو كان بإمكان اللحظة أن تدوم الى الأبد

اتخذت من الأشجار و الغيوم شهودا على اندماجي الكامل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى