أدب وفن

ما بين سطور رواية ” قناع بلون السماء “

سمية تكجي*

قناع بلون السماء هي رواية للكاتب والشاعر والأسير الفلسطيني باسم خندقجي صدرت عام 2023، عن دار الآداب في بيروت، حازت الرواية على الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر عام 2024.

من نفق السجن يحفر ادب الحركة الأسيرة نافذة للعصافير … و من عتمة الزنازين يرسم شامات بيضاء يطلقها في الفضاء نعم هي رواية استحقت ان توضع على مائدة الإبداع ، كتبها أسير من داخل السجن فلم تتجاوز الجدران فحسب بل تموضعت على سلم الإبداع و نالت الجائزة
نحترم للكاتب نتاجه و لكل الأقلام التي اشبعت الرواية دراسة و تحليلا …!!!

و لكن ….!!!

يقال” ان الكتب مثل الأصدقاء ليس بالضرورة ان يكون الأحب الى قلبك هو أفضلهم “
من هنا و كقارئة أجيد الإستشعار يمكنني ان أقول انني عند قراءة رواية باسم خندقجي ، قلت في نفسي هل تكون هي افضل الكتب ام أحب الكتب الى القلب …!!

الحقيقة اكتشفت أنني قرات روايته بتمعن و انتباه و لكن لم يمسني الشغف ، و تورط فيها قلبي قليلا …كنت على مدار الرواية اتبع خريطة التقصي التي وضعها الكاتب اعلى الصفحة عند كل فصل …!!

بين شيفرة دافنتشي لدان براون و قناع بلون السماء

ربط الكاتب مشروع روايته برواية “شيفرة دافنتشي لدان براون ” يفتح الباب مشرعا امام عاصفة من التساؤلات…!!!
و هي الرواية التي نالت تسونامي من الرفض و التقد و الجدل و امتنعت دور نشر حول العالم عن طبعها و نشرها ، ثم تم قبولها في دار نشر umbriel و لاقت مبيعا غير مسبوق و ما زال …و حققت ارباحا خرافية لهذه الدار …
هل وظيفة الرواية في كشف الأضاليل و إماطة اللثام عن حقيقة مريم المجدلية و نقلها من الجغرافيا الغربية الى العربية …وهل نجح الكاتب؟

نقطة أخرى المعروف ان شيفرة دافنتشي نختار ان نصنفها هل هي من الروايات الأكثر قراءة أم الأكثر مبيعا ؟ و ما هو هدف الكاتب بربط روايته معها … و هنا السؤال مشروع هل هدف الكاتب نيل نصيب من الجدل ، الشهرة ،الربح ؟؟؟
و كذلك من المشروع ان نتساءل كيف تمكن الكاتب الأسير الذي يعاني من الظلم و القسوة و التعذيب و أسوأ الظروف السجنية ،ان يكون الى هذه الدرجة متحررا من عذاباته و من يومياته و من كل ما يحيط به من حديد و عتمة و وحشة …!!! و يخرج بعيدا عن جدران سجنه الى فضاء رواية تخففت من السجن و القضبان …

عن الهوية و اختلاط الأور بالنور .
عن الهوية …و أور و نور اختلاط الهوية الفلسطينية بالهوية ” الإسرائيلية ” على مدار الرواية حين انتحل البطل نور شخصية أور من أجل ان يكون في بعثة التنقيب …هل حافظ على الشعرة التي تمنع الكاتب من تعويم البعد “الإسرائيلي” في الهوية العربية …هو تساؤل مشروع …
و تساؤل آخر مشروع …ماذا ستقدم هذه الرواية للحركة الأسيرة على المدى المنظور ،المتوسط ،الطويل باستثناء انها رواية اختزنت من الإبداع الادبي و نالت جائزة البوكر …ما يسجل في رصيد الكاتب .
و من الجدير ان نذكر ان الأدب العالمي حافل بروائع عن ادب السجون ، و منها من احدث تغييرا و اجبر انظمة على تحسين الشروط داخل السجون و منهم العظيم دوستويوفسكي …!!

“ان لم يكن الكتاب الذي نقرأه ضربة على الدماغ توقظنا …لماذا نقرأه ؟ الكتاب عليه ان يكون فأسا يكسر بحر الجليد في داخلنا ” كافكا

*شاعرة و قاصة لبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى