حياتى .. عدالة التراب .. حبيسة الجدران ثلاث قصائد بقلم د . منى نوال حلمى / مصر
حياتى .. عدالة التراب .. حبيسة الجدران ثلاث قصائد بقلم د . منى نوال حلمى / مصر
===============================================
1 – حياتى
===========
لا أستطيع الهروب من نفسى
ولا يمكننى أن أغير حياتى
لن أقدم على الغرق مثل ” فرجينيا “
ولن أبلع حبوبا مخدرة مثل ” داليدا “
حياتى التى أدمرها وتدمرنى
هى ملامحى ومصيرى وقدرى
هى الدواء الذى يشفينى
وهى أيضا أصل الداء
لكننى أحبها لأنها أصيلة وفريدة
رغم كيمياء مخى
المسكونة بألف عفريت
رغم خيالات مجنونة
ومذاق السأم المقيت
هى حياتى
نصف ورثته
ونصف آخر صنعته
بأعصابى ودمى وتأملاتى
وأحلامى العنيدة
أنا كما أنا
وهذه هى حياتى
ابنتى الوحيدة
أحيانا ألعنها
أحيانا أتنصل منها
وأنكر عليها أمومتى
لكن قلب الأمهات
يرق يغفر يسامح
وفى النهاية
هى التى ستبقى معى
فى وحدتى وشيخوختى
==============================================
2 – عدالة التراب
—————————
أحمل باقة الورد والزهور
وأذهب إلى زيارة القبور
هنا فى الهدوء العميق
يكتب القدر نهاية الطريق
هنا فى حضرة القبور
لا فرق بين الشهور
الصيف يشبه ملامح الخريف
وموسم الربيع مثل الشتاء
هنا ينعدل الميزان
بين العبيد والأسياد
هنا عدالة التراب
ترقد على استحياء
==================================================
3 – حبيسة الجدران
=============
منْ قال لك
أننى بعد الفراق
وحيدة حزينة بائسة
حبيسة الجدران ويائسة ؟
غاية الأمر
أن الهواء على هذه الأرض يخنقنى
ومنظر البشر مع أطفالهم يعكنن مزاجى
والماء قبل أن يسقينى ويروينى يسممنى
أن بيتى الآمن أصبح يكتنفه الخطر
والعواطف التى تدفئنى وتعزينى مراقبة بالرادار
والحنين اليك متهم بازدراء القضاء والقدر
منْ قال لك
أننى بعد الفراق
وحيدة حزينة بائسة
حبيسة الجدران و يائسة ؟؟
غاية الأمر
أننى لم أعد
” أسمعك “
” أراك “
” ألمسك “
=======================================================