القبلة الأخيرة .. اليه أعود .. سؤال خطأ ثلاث قصائد بقلم د . منى نوال حلمى / مصر
=================================================
1 – القبلة الأخيرة
==========
كلما بدأت قصيدة جديدة
أحسستها على الورق تودعنى
أشعر أنها القُبلة الأخيرة
على شفاه الحروف
اطلالتى الأخيرة
من نوافذ الكلمات
كلما بدأت قصيدة جديدة
تبدو بقايا لبيت محترق
أو قطارات متهالكة متوقفة
لا محطات لا أرصفة
الا البكاء على الطرقات
======================================
2 – اليه أعود
==========
أريد الرجوع
الى رحم أمى
أخيرا أنهيت فترة العقوبة
العيش الشاق المؤبد
السجن مدى الحياة
دون امكانية اطلاق السراح المشروط
محامى الدفاع بعد دراسة القضية
قال لى : ” لا أمل .. كل الأشياء ضدك
حتى تخفيف مدة السجن غير واردة
أنتِ متورطة حتى النخاع
دافع الجريمة .. الشهود .. بقع الدم
سلاح الجريمة .. البصمات والحمض النووى
لا توجد حجة غياب
جريمة مكتملة الأركان
مدبرة مع سبق الاصرار
سيطالب الادعاء بأقصى عقوبة
ولا طعن فى الحكم
لو أحسنتِ السير والسلوك
قد تخرجين قبل المدة
أنا آسف .. القضية خاسرة “
أريد الرجوع
الى رحم أمى
أمضيت العقوبة بالتمام والكمال
فحسن السير والسلوك
ليس من طباعى
حان الوقت لأرجع الى بيتى
جسد أمى .. دم أمى .. دفء أمى
لن أسمح بخداعى مرة أخرى
عندما تمر تسعة شهور
سأتشبث جيدا برحم أمى
لن يخرجنى أحد
خارج جسد أمى
لن يستدرجنى أحد
خارج جسد أمى
======================================
3 – سؤال خطأ
==========
لا تسلنى لماذا أحبك
فالأسئلة الخطأ
لا تشبع فضولا
ولا تروى الظمأ
لا تسلنى لماذا أحبك
هل يسأل البحر
لماذا يثور فجأة
وفى لحظة يسبح مع الهدوء ؟
لم نسمع عن عصفور
يسأل لماذا يحب الطيران والغِناء ؟
ولا يُسأل المطارد
لماذا يهرب لأى مكان
طالبا حق اللجوء ؟
====================================
