عن قمر بنت جبيل السادس عشر السعيد فضل عبّاس بزي
عن قمر بنت جبيل السادس عشر السعيد فضل عبّاس بزي
كتب د. محمد حسين بزي
بكم آية توضأت يا فضل قبل أن تؤدي صلاة الشهادة بدمائك..؟! وأي محراب قد ناجيت فيه ربك حتى ألحقك بالسعداء كالبرق الخاطف على براق من كربلاء..؟! وأي مدى طافت فيه روحك الشفيفة وهي تحلّق في سماوات ربّ العزّة كي يتنفس العرب بعض كرامة من قبضتك على الزناد الوردي على درب فلسطين..؟! وأيّ وِرْدٍ أحمديٍّ كنت تلوتَ وأنت تصعد في عليائك طاويًا بريق القمر السادس عشر في ليلة السابع عشر من ربيع الأول محتفلًا بولادة النور المحمدي..؟!
وها أنا أراك الآن، أراك وأنت تصفع ظلام العبيد حتى يترجّل الصبح عن ليله في زمن الخانعين من العرب والمسلمين..؟!
لكن، بالله عليك، دُلّني كيف أمسكت بالوقت الخلّاق وعجنت أيامه بشهوره، ونهاراته بلياليه وأنت تبدع ميقاتك بإرادتك وعشقك وتواضعك وعزتك ومروءتك وزهدك وترفّعك وعبادتك وشجاعتك وسرّك الذي بقي معظمه معك، ولم يرحل إلّا لصحيفة أعمالك في الخالدين من شهدائنا..؟!
أبا عبّاس.. وأبا بتول.. يا من لم يطوِ الثلاثة وثلاثين ربيعًا، إنّ بنت جبيل تسأل في تكامل فصولها العاشقة: ما أخبار صيفك وشتائك وخريفك؟ فيأتي الجواب من أقصى جهة لقلوب العاشقين:
إنّ كل الفصول أصبحت ربيعًا..!
ويأتي الجواب: إنّ كل الربيع أصبح جنّة..!
ويأتي الجواب: إنّ كل جنّة أصبحت حسينًا..!
ويأتي الجواب: إنّ كل الحسين أصبح شهادة مستمرّة حتى النصر الإلهي الموعود.
وفجأة يسأل “حي ماضي” في ضاحية الشموخ عن سنة ميلادك “1991” (التي مجموعها 20)..؟
ويأتي الجواب: إنّ هذا الرقم (20) لم يقع من عدد السنين صدفة في عَدّاد شهداء بنت جبيل، فهو الرقم الدقيق لمجموع شهدائها على طريق القدس (16 شهيدًا و 4 شهيدات) حتى حينه؛ وفيه أي عام 1991 كنتَ ولدتَ أيها السعيد..!
فكنت أسد الميادين في ساحات الوغى، وكنت أنيس الأهل والأصحاب وكل عرفك حتى استشهدت فوق تراب بنت جبيل الأربعاء 18/9/2024 قبل أن تكمل عامك الـ 33.
وليس من صدفة في هذه الحياة، فقد أكمل فضل عبّاس بزي دورة العدد في الجهاد؛ بعد أن أتمّ دورة العمر القصير شهيدًا عنا وشاهدًا علينا.
إلى رحاب الله أبا عبّاس، إلى رحاب البهاء المطلق، والسناء الخالد، فقد فزتَ وخسر الخانعون.