كلمةمهداة من الدكتورةنجاة بنونة للروائي المغربي الحسن عاشي
ان الايام و الأعوام إلى زوال لكن الذكرى تبقى في نفس الإنسان ولو بعد فوات الأوان.
انه الإنسان الخلوق النبيل و الفتى الأصيل الذي يوحي لك بالطيبوبة و الخيرية فهو مفطور عليها دون أدنى شك !!! .ابتسامته المشرقة لها ألف تعبير جميل ، تبعث فيك الأمل و تشرح صدرك لأنها ابتسامة نابعة من قلب كبير يتسع لمحبة الجميع . باب مكتبه مفتوح في وجه طلبته و زملاءه . ما يعجبني فيه ورغم صغر سنه انذاك ، ذلك التوازن النفسي و العقلي فهو داءما يناقش في هدوء بعقلانية و مرونة يستميلك من حيث لا تشعر . جعبته العلمية و الفكرية المتميزة تجعله موضع اهتمام و احترام . حتى وان اختلف معك في الرأي فهو يوحي لك بأنك على نسبة من الصواب وهذا سلوك راقي جدا؛ ففيه يصدق قول الإمام الشافعي رضي الله عنه :
“رأيي صواب يحتمل الخطأ و راي غيري خطأ يحتمل الصواب “
فتطمئن اليه و ترغب في المزيد . منهجه الفكري يذكرني بعمالقة الانسانية لانه يهتم بالجانب العلمي و الأدبي دون تمييز/ بدليل انه نشر رواية تحت عنوان ” عيسى يغادر الكهف ” جميلة جدا و متعددة الأبعاد أدعوكم لقراءتها لأنني بصدد قراءتها لقد اهداني نسخة منها فكلها متعة و استفادة شكلا ومضمونا !!!!/ وهذه الصفة بالذات تزيده توازنا ورزانة و تواضعا ايمانا منه أن العلم و الأدب يكمل أحدهما الاخر . انها شيمة الكبار الذين اهتموا بجميع انواع المعرفة و استمروا في طلب العلم طيلة حياتهم لأنهم ادركوا حدودهم .فكلما ازداد الإنسان علما زاده علما بجهله . و استاذنا من هؤلاء لانه باحث حثيث لا ينقطع عن التجديد ليجدد معارفه مواكبة للعصر و شعورا منه بالمسؤولية الملقاة على عاتقه . فهو يدرس و يؤطر الطلبة بالمراحل النهائية من تكوينهم فضلا عن مهام مهمة على الصعيد الدولي : شغل عدة مناصب في معهد تنمية القدرات التابع لصندوق النقد الدولي كما عمل بمؤسسة CARNEGIE للسلام الدولي حيث أسهم في تحليل قضايا التنمية و التوزيع في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا. كما تنقل بين عدة مدن اوروبية وعربية وامريكية مما زاده خبرة وتجربة في التعاطي مع قضايا المجتمع. نشر ابحاثه المفيدة بارقى المجلات الدولية و شارك في تحرير و تأليف عدة كتب منها :
الاقتصاد المغربي تخت المجهر باللغة الفرنسية بالاشتراك مع خبراء بالميدان
و تجربة المغرب في الحد من الفقر
)باللغتين الغربية و الانجليزية و كتب أخرى.
و مع هذا العطاء العلمي و الفكري المتميز فهو المتواضع او قل التواضع نفسه لأنها شيمة العلماء الذين يعرفون حدودهم .
انه المهندس البارع و الاستاذ الراءع و الخبير الاقتصادي الدولي النافع سدي الحسن عاشي احد احباءي بالمعهد لما لمست فيه من مواصفات انسانية وخلقية وعلميه و ثقافية قادتني لاحترامه اولا و محبته ثانيا وهذا التقدير و الإعجاب يشعر به كل من تشرف بمعرفته و عمل بجانبه.
فالله اطلب له المزيد من التوفيق والتالق في المجالين العلمي و الأدبي.
بصدق و دون مجاملة
نجاة بنونة