أدب وفن
وجه إنانا…/ بقلم الشاعرة د. دورين نصر

وجه إنانا…
قالت لي العرّافة:
غدًا ستنتهي الحرب…
الموتى في بلادي لن يجوعوا بعد الآن،
النسوة في بلادي كلّهن سيكتبن الشعر،
كلّهن يشبهن “إنانا”…
و أنا أشبه امرأة رقصت على قدم واحدة…
لا أريد أن أنام في غابة تستيقظ أشجارها في
حلم،
و يرقد شعراؤها في كتاب،
و تنام أزهارها في مزهريّة نسي الميت أن
يلتقطها،
فرحل و الحسرة في القلب…
قالت لي العرّافة:
انسي أساطير البعث، و طقوس القيامة…
الوجع في بلادي يشبه وجع امرأة لحظة وداع…
هو ألم ينخر العظم… و يتململ تحت الجلد
حين يغصّ المساء بتنهيدة شاعر هجرته حبيبته
و هو
يصارع البقاء…
قالت لي العرّافة:
اِبحثي عن دفء يأتيك من أنّة ناي،
اِبحثي عن لغةٍ حفرت في الهواء دربًا،
و استوطنت في القلب…
إصغي إلى هسهسة الريح،
في صوتها:
صدى صوتٍ يأخذك إلى الغيم،
في تمايلها:
حنين غامضٌ يقيم في النفس،
في سكونها:
سرّ هادئ يعبر مرآة،
في قوّتها:
وجه إنانا…