هذا الشّتاء لا يساهرني/ بقلم الشاعرة د. دورين نصر

هذا الشّتاء لا يساهرني
هذا الشّتاء لا يساهرني
مع أنّي كنت أرقص على أنغام زخّاته
كلّما استلقى اللّيل على وسادتي بحذر…
هذا شتائي الذي نسيتُ أن أقلّب صفحاته،
مع أنّي كنت أنتظره على قارعة الطّريق،
ألملم عبقه المتناثر في طيّات الفصول
وأخبّئ رائحة ترابه في عروقي…
هذا الشّتاء لا يساهرني
مع أنّه لي وحدي:
بردُه لي وحدي،
قصائده لي وحدي…
كنت ألاحقه حتّى تتعب اللّحظات
وتغفو في ذاكرتي الصّور..
كنت أبحث عنه:
بين الثّياب القديمة،
في جرار العسل،
في المقاهي الفارغة،
في حكايات جدّتي،
في قشرة اللّيمون المندسّة في مواقد الغزل…
هذا الشّتاء لا يساهرني
مع أنّنا كنّا ننام فوق غيمة واحدة،
كآبتنا واحدة،
حنيننا كان متراكمًا فوق تلك الشّجرة العارية
إلّا من ثرثرتنا…
هذا الشّتاء لا يساهرني
مع أنّي كنت أنتظره خلف النّافذة،
وأترقّب عودته الغامضة…
هذا الشّتاء
هو أنت،
بعد أن تعبت خطواتي من التّنقّل في الهواء…
هذا الشّتاء
هو أنا،
بعد أن ترمّل البحر، ونام اللّيل،
وتبلّلت أحلامي بالماء…
هذا الشّتاء هو سرّي الذي ستحمله
سنونوة الرّبيع إلى الخريف،
حين تشهق الفصول
ويعود المطر…