أدب وفنمقالات واقوال مترجمة

الرسالة المؤثرة لألبيرت كامو الى أستاذه بعد نيله جائزة نوبل

الرسالة المؤثرة لألبيرت كامو الى استاذه بعد نيله جائزة نوبل
نعم ، هناك قليلون وصلوا بمجهودهم و مثابرتهم الى حيث هم من دون مساعدة احد ، لكن الأغلبية بحاجة الى مرشد يمهد مساراتهم و يجنبهم العثرات …!!!

مما لا شك فيه اذا امتلك احدهم موهبة فذة سيكون سهل عليه ان يصل بعيدا ، لكن لا مجال للإنكار ! ان كلمة تشجيع في وقتها ، او ثقة في موهبتنا من احد يمتلك ايمانا بهذه الموهبة سوف تكون خير دافع للمضي قدما نحو الهدف الذي نحلم ان يكون

هذا ما كانت عليه قصة البير كامو الذي يدين للأستاذ لويس جرمان الذي منحه الدفع و التشجيع و الايمان بموهبته الفذة ، و قد كان شديد التأثير في حياة البير كامو حيث يمكننا القول ما قبل لويس جرمان و ما بعده …

البير كامو الروائي ، الباحث، الكاتب المسرحي، الفيلسوف الجزائري – الفرنسي الذي تأثر بأفكار شوبنهاور ، دوستويوفسكي ، نيتشه و الوجودية الألمانية ينسب اليه تشكيل الفكر الفلسفي المعروف بالعبثية ، على الرغم من انه تنكر من ذلك في نصوصه التي جاءت تحت عنوان ” اللغز” و كذلك بالنسبة لمفهوم العدمية الذي رفضه بشكل واع لكنه استقى منه فكرة الحرية الفردية

من أبرز أعماله روايات الغريب، الطاعون، السقطة، المقصلة، الإنسان المتمرد، الموت السعيد، المنفى والملكوت، الرجل السعيد.

ومن أبرز أقواله “لا أبغض العالم الذي أعيش فيه ولكن أشعر بأنني متضامن مع الذين يتعذبون فيه… إن مهمتي ليست أن أغير العالم فأنا لم أعط من الفضائل ما يسمح لي ببلوغ هذه الغاية، ولكننى أحاول أن أدافع عن بعض القيم، التي بدونها تصبح الحياة غير جديرة بأن نحياها ويصبح الإنسان غير جدير بالاحترام”.

شكل كامو جزءا من المقاومة الفرنسية ضد الإحتلال الالماني و تواصل مع جميع الحركات التحررية التي تشكلت ما بعد الحرب…عام 1957 حصل على جائزة نوبل من اجل ” مجموعة الأعمال التي تسلط الضوء على المشاكل التي تنشأ في وعي الناس ” لويس جرمان الأب الروحي لألبير كامو ، كان انسانا محترما ، مضحيا ، محبا لمهنته آمن بموهبة كامو ووقف معه في كل مراحل الدراسة و ربما لولاه لما كنا تعرفنا الى البيرت كامو الكاتب و الفيلسوف الفذ العبقري
لم ينس كامو استاذه بل اعترف بفضله الكبير و خلده في رسالته التي كتبها اليه بعد نيله جائزة نوبل …

نص الرسالة :

عزيزي السيد جرمان
كنت انتظر حتى ينطفىء قليلا الضجيج حولي حتى اكتب اليك من كل قلبي ، لقد نلت جائزة كبيرة لم أكن ابحث عنها و لم أطلبها ، و لكن ما ان علمت بأمر الجائزة حتى فكرت بأمي اولا و بك ثانية …لأنك اليد الحنونة التي مدت الى ذلك الفتى الصغير الفقير الذي هو انا ، لولا تعليمك و مثالك الذي احتذيه لما حدث شيىء من هذا …لا اقول ذلك لكي أضخم من حجم الفوز الذي نلته بل اغتنم الفرصة لاقول لك ما مثلته و ستظل تمثله بالنسبة لي و أؤكد لك ان جهودك و عملك و قلبك الكريم و كل هذه الأمور ستظل حيَّة في داخل طالب صغير من طلابك …و برغم مرور السنين سوف يظل الطالب الممتن لك .
اعانقك من كل قلبي

البيرت كامو

ترجمة من الإسبانية / سمية تكجي

المصدر / cultura inquieta

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى