حاولت عبثا ان أثقب لاوعيي/ سمية تكجي *

حاولت عبثا ان أثقب لا وعيي
لعلّ فكرة طازجة تنسكب …!
أعدت الكرة الف مرة ..
اتيت بأمصال مختلفة
علها تحسن هذا المخاض المتعثر .
فجأة أحسست بشيء يتمطى داخلي …تلاه صوت ضخم ثم
انسكب سيل ….
بت على حيرة من أمري …اين مني لغة تسعفني كي ارتب على الورق كل هذا الدفق …
ناديت فرويد طويلا …
فأجابني اكتبي ما يمليه عليك ارتباكك ..لا تتراجعي …!!
لم اجرؤ على الكتابة كما تعودت
كانت الكلمات تتلاشى و الفكرة تتكاثر و تتفرع منها عوالم غريبة
أحسست بالدوران
رأيت السماء تسقط ارضا و يزداد البحر
رأيت الأشجار تمشي نحوي…
حملت القلم …فأخذني الى عوالم بلا ملامح واضحة …تتأرجح ما بين و بين ..
كنت أجلس على حافة ناطحة سحاب و غيمة عارية تقترب مني
تطلب ان اساعدها في ارتداء فستانها الأبيض
و سمعت الهواء يهمس في أذني
يقول لي انه خائف من جدران المدينة
و كان الناس من كل طابق في هذا المبنى
يصعدون الى السطح
تارة يشجعوني على الإنتحار و يثنون على جراتي
و تارة يحاولون ثنيي عن الأمر ….!!!
كنت استمتع بكلامهم
لأنني حقيقة لا انوي الإنتحار
انا فقط إحاول استباق فوبيا الاماكن العالية
عندما انتهى العرض …
عدت الى فرويد
فأجابني بغضب .. فتشي جيدا في الأمكنة عن أمكنة مغايرة
هيا انت الآن في النقطة القصوى …. اذا أحسنت امسكي كل منهما بيد و اسقطيهما معا على البياض …
لكنني نسيت هذين الأمرين
تذكرت …تتأرجح ما بين و بين…
بين الواقع و الخيال ….!!!
*شاعرة و قاصّة لبنانية