ترجمة و اختيار / سمية تكجي

كونراد كوخاو konrad kujau
هو من زوّر يوميات – مذكرات هتلر .
كونراد كوخاو تحّدر من عائلة فقيرة جدا ١٩٣٨ ، و قضى اوقاتا طويلة من عمر الطفولة في دور الأيتام و عندما اصبح مراهقا عمل في عدة مهن صغيرة و لكنه كان يُطرد من العمل، مرة تلو مرة .
بعدما ترك المانيا الديمقراطية ذهب للعيش مع خال له من المانيا الفدرالية و التقى بامرأة و تعايشا معا، ثم قاما بفتح مطعم و هنا اظهر الكثير من الموهبة و قام بتزوير الكثير من الملفات المتعلقة بالعمل.

ذكريات نازية

مع بداية السبعينات بدأ يراكم معلومات و ذكريات عن النازية مصدرها RDA و أدرك مدى الطلب عليها وما يمكن أن تحققه من أرباح و من هنا جاءته فكرة كتابة ذكريات مزعومة لأدولف هتلر .
لقد كان تفصيل المحتوى و إعادة إنشاء منصة مادية للأحداث في غاية المهارة و الذكاء ، إلى درجة أن الصحافي المشهور هيرد هايدمن ، أخضع المادة إلى تحليل كبير الخبراء بهتلر يوغ تريفور روبيه، الذي أكد صوابيتها.
مجلة ستيرن( stern) عرضت مبلغ عشرة ملايين مارك لإعادة انتاج هذه المادة .
“يوميات هتلر” تعتبر من الخدع الصحفية الأكثر جرأة في عالم الصحافة ، ٦٢ مجلد يغطي فترة حكم لهتلر بين عامي ١٩٣٣و ١٩٤٥ . لكن كان هناك الكثير من الأشياء المحذوفة عن حياة هتلر الشخصية …

جريدة التايم مُنحت حق النشر ليوميات هتلر تحت ذريعة أهميتها التاريخية . لكن السبق الصحفي أثار كثيرا من الجدل ، و بعد ذلك اعلن المكتب الفيديرالي لألمانيا الغربية بأن الفحص أظهر أن الحبر المستخدم في تلك الملفات منتج من بعد الحرب و أن هذه اليوميات هي مزيفة .
عندما اعترف كوخاو بعدما انكشف أمره قال:” لقد كتبت حياة هتلر من الكتب ، ثم بدأت أدرك بأنه هتلر، و عندما بدأت اكتب عن ستالينغراد، بدأت يدي ترتعش “.
عام ١٩٨٥ كوخاو و هايدمان حكم عليهما بالسجن لاقترافهما الغش و الإستغلال و تزوير الحقائق .
هايدمان زعم انه وقع ضحية الإحتيال و لكن فيما بعد ظهر انه جنى الكثير من الأموال .

مواهب أخرى

نظرا لما نالته هذه القضية من شهرة ،كرّت السبحة و تم اكتشاف مواهب أخرى لكوخاو فيما بعد : تزوير لوحات و بيعها على أنها أصلية
ل فان غوغ، رينوار، سيزان و غيرهم من الرسامين العالميين …
ملك المزورين مات عام ٢٠٠٠ عن عمر يناهز ٦٢ عاما متأثرا بسرطان الحلق.

المصدر / muy interessante