ربّما أكثر! (قراءةٌ في قصيدة “أغار عليه” للشاعرة آمنة ناصر)
ربّما أكثر! (قراءةٌ في قصيدة “أغار عليه” للشاعرة آمنة ناصر)
أغار عليه/ الشاعرة آمنة ناصر
أغار عليه
من إنسياب الضوء في عينيه
كلما إلى وردة قد نظر….
أغار عليه
من عبارات لست فيها سمعتها أذناه
او إذا ما سمع كلام حب أو عبر… .
أغار عليه
إذا ما الموجة الدافئة أحس بها
إذا لامست قدميه
أو إذا ما اشعة الشمس لوحت بالحمرة خديه
من شجرة إذا في ظلالها تفيأ او بقربها عبر……
أغار عليه
من نعاس أهدابه
من حسناوات صادفهن في لا وعيه
من فكرة راودته فجأة أو كلما مناما ابصر….
أغار علبه
من كتابه …….من سريره..
كلما لامست أصابعه يراعه
…أزرار قميصه..
كلما عانقت سترته كتفيه
.وكلما
سلمت أكمامها على كفيه……
أغار علبه…
من هواء تغلغل بين شعره
وإذا ما خصلة فوق جبينه تتحرر…..
أخشى عليه من خوفي
ومن حيرتي…
من شوقي..
من موتي..
لا بل غيرتي أخطر…
أخشى عليه
من خريف يشحب في ناظريه
ربيعه الأخضر…..
أغار عليه من حواسه
إنفاسه….
نعاسه…
من كل صور ذاكرته..
من خفقان قلبه….تأملاته
أغار علبه
أغار عليه من كل ما تيسر..
من كل هذا….
وبعد …ربما أكثر
قراءة أدبية بقلم الدكتور عماد يونس فغالي
ربّما أكثر!
إذا قلتِ “أغار عليه” ولم تكملي، قلتِ غيرتكِ بكاملها. حسبُكِ تغارين عليه، لتشملَ غيرتُكِ كلّ حاله وحالكِ معًا.
نعم، “الغيرة في العشق مشروعة”، قولةٌ تعيشينها على امتداد قصيدتكِ، في كلّ امتداداته تواصلاً وحضورًا ومشاعرَ. وبعد، تنسحبين غيورةً من نفسكِ عليه. “من خوفي ومن حيرتي… من شوقي..
من موتي..”
في غيرتكِ شاعرتي حبٌّ دافق، ملءَ الحبّ! لا تقولين حبّكِ في القصيدةِ البتّة، لكنْ “أخشى عليكَ”، ماهيةَ حبٍّ صارخٍ، تتّحدين بحبيبكِ خشيةَ نفسكِ عليه. وأكثر، تخشينَ من نفسه عليه…
من وردةٍ ينظرها، أو من نظره تغارين؟ من موجةٍ أحسّ بها، أو من إحساسه تغارين؟ من أشيائه يلامسها أو من أصابعه تغارين؟
من كلّها كأنّكِ تقولين، من قلبه الذي يخفق لأيّ شيءٍ، من نبضه الذي يهبَه عيشًا أغار… وغيرتي مشروعة.
أحبّه، أحبّ نفسي أحبّه… في كلّ ما تيسّر، في “كلّ هذا وبعد… ربّما أكثر!!!