أدب وفن

إبحار على متن القصيدة

قصيدة الشاعرة ميريام بستاني

مساءٌ آخرُ
في عينيك
يخبّئُني
أختبئُ بكَ
تقرأُني
أتّسعُ لكَ
كلّما ضاقتِ الحياة…

قراءة أدبية للدكتور عماد يونس فغالي

اختباء!!

أهو المساءُ يخبّئكِ، أم تختبئين به في عينيه؟ إشكاليّةُ اختباءٍ هنا على ضوئيّة قراءةٍ لحالكِ، تتّسع له… أم أنتِ توسعين له أفقًا تضيق به الحياةُ من دونكِ…
هو مساءٌ آخر، تقربينه في قربه، هو يخبّئكِ؟ هما عيناه تسكنيهما اختباءَ حاله في وسعكِ “كلّما ضاقت الحياة”.
“تقرأني”، قلتِ، كأنّما تعترفين له بما ينعم بكِ… “أتّسع لكَ”، تسكنني… في داخلي تتّسع ما ضاقتْ فيّ الحياةُ… من دونكَ… من دوني أحياكَ مساءً آخر… لا، لا مساءَ معكَ يا آخَري، أنايَ أنتَ تقرأ اختبائي في عينيكَ ينقلب صباحاتٍ تفتحُ الحياةَ آفاقًا… من عينيكَ تتّسعُ لي، عبر أنتَ في مداك!!!
لعَمري ميريام، هذا وهجٌ شاعريّ، يومضُ بوجيز بضعٍ من كلماتٍ كلّ منها فتحُ قصيدة… فيها كلّ الشعر… وإن أُضفْ، أتمتّعْ!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى