أدب وفن

“زوربا اليوناني” / أدب/ الكاتبة ريما بورجاس

مقالة حديثة الولادة
“زوربا اليوناني”

عندما تفرد ذراعيك لتطير ،
تملأ صدرك بانفاس كبريائك،
فأنت تشبهه.
حين تتنقل كنسر لا يطأ الارض
الا ليحلق ثانية…
فأنت رفيقه..
وان تجد كل ما حولك مشرقا
بالرغم من تكدس تلك الغيوم
فانت اذا تستطيع ان تضحك ،،،،
اضحك !
ارقص!
اخطو خطوات مجد،
ترفع عن حزنك وغضبك
حينها لن تشعر انك
مجرد نقطة او حبة رمل تحت السماء
وقد غدوت نواة الفرح في هذا الكون
حينها فقط تستحق ان تكون “زوربا”.
/ريما بورجاس/
………………………

هي رقصة كانت تحمل زوربا في لحظات حزنه الشديد او فرحه العميق الى عالم آخر ،الى كوكب من النجوم اكبر .
خطوات ميزت تخطيه كل حزن ليعبر بفرح عبر الالحان الى الجمال.

تلك الموسيقى التي اعدها الموسيقار اليوناني “ميكيس ثيودوراكيس.”
ارتبطت بشخصية” زوربا “ارتباطا وثيقا كارتباط هذا الاسم بالممثل “أنطوني كوين “.

“انطوني كوين” ممثل مكسيكي كان لديه رصيد هائل من الأفلام والأعمال المميزة والمتنوعة ما بين تاريخية واجتماعية، حربية، كوميدية والتي يقل أن تجد لدى ممثل واحد هذا الكم الهائل من التنوع والعطاء الفني .وفي فيلم “زوربا اليوناني” ادى عمله بثبات ومهارة وأداء تمثيلي متقن.

رواية “زوربا” من كتابة “نيكوس كازنتزاكي ” / 1885_1957/ ،الذي برع في الشعر والفلسفة وكذلك الرواية التي طبعها وميزها بمعرفة كبيرة من خلال رحلاته الكثيرة. وقد حولها
المخرج اليوناني” مايكل كاكويانيس ” في ستينيات القرن الماضي إلى فيلم هوليودي، وقام ببطولته الى جانب ” انطوني كوين”،الممثل”ايرين پاپاس”

لا يستطيع الكاتب ان يقدم عملا مبدعا الااذا امتلأ من روح هذه الشخصية
وفي “زوربا” قد نقل لنا قصة شخص التقاه حقيقة في احدى رحلاته وكتب هذه الرواية باسمه.
عرض فيها علاقة صداقة وطيدة حصلت بعد لقاء بالصدفة بين زوربا و المعلم.
الاول كان متحررا من كل القيود ،اميا تعلم من تجارب الحياة ،يكره الحزن ويحب ان يعزف “السانتوري” بشغف ويرقص لينسى الامه. كان متفائلا مثابرا لا يطيق ما يعيق درب ابداعه .
اما المعلم وهو الراوي كان الرجل المتعلم ، المثقف سلاحه قلمه ومعرفته ويمثل المثل والقيم المعنوية.
ونجد ان كل منهما وجد نصفه الضائع في صديقه وكانت علاقة وطيدة وصادقة بينهما.
زوربا شخصية فريدة من نوعها يصفها الراوي في أحد المواقف
” فيما كنا نهبط منحدرا ركل زوربا حجرا فأخذ يتدحرج توقف لحظة مندهشا وكأنه يرى هذا المشهد المدهش لأول مرة في حياته التفت إلي ورأيت في نظرته شيئا من الذعر وقال أخيرا : يا معلم هل رأيت ذلك ؟ إن الحجارة تستعيد حياتها فوق المنحدرات ..لم أقل شيئا لكني شعرت بفرحة عميقة وقلت لنفسي هكذا يرى الحالمون والشعراء العظماء كل شيء وكأنهم يرونه للمرة الأولى ففي صباح كل يوم يرون عالما جديدا إمام أعينهم أنهم لا يرونه حقا بل يخلقونه “(ص174)

تروي احداث هذه القصة انه قد اقنع الرئيس الذي رغب في استثمار أمواله في مشروع ما، بأنه يستطيع استثمار ها في منجم للفحم، ولكن محاولات زوربا لصناعة مصعد ينقل الفحم من مكان لمكان، باءت بالفشل،ولم ييأس بل اخذ اموال الرئيس معه الى المدينة ليشتري ما يحتاج من ادوات ليحقق هذا الحلم.
وفي احدى الحانات،اقتربت منه “غانية” فرفضها، عندها اشعرته بانتقاص الرجولة، وهو المفعم بالرجولة لا يقبل هذا التصرف، وصرف كل امواله عليها، وبعدها كتب رسالة إلى “الرئيس” أنه “دافع عن كل الرجولة في العالم”.

وهكذا انتهى استثمار المنجم بإخفاق كبير،
تعتبر هذه الرواية من إحدى الروائع الكبرى في الأدب الحديث.

لقد كان زوربا فيلسوفا علمته تجارب الحياة وميزته
وحينما سأله المعلم لم لا يكتب كتابا يوضح جميع ألغاز العالم قال زوربا هازئا :
”لم لا ؟ لسبب بسيط وهو أنني أعيش جميع هذه الألغاز كما تسمونها ولا يوجد لدي وقت للكتابة ففي بعض الأحيان حرب وفي أحيان أخرى نساء وفي بعض الأحيان نبيذ وفي أحيان أخرى السنتوري فأين أجد وقتا أحرك فيه قلما بائسا ؟ بهذه الطريقة يقع العمل بين أيدي الناسخين في الواقع لا يوجد لدى جميع الذين يعيشون ألغاز الحياة وقتا ليكتبوا والذين لديهم الوقت لا يعيشون هذه الألغاز هل تفهم قصدي ؟”

وفي آخر لحظات حياته:
“اذا جاء كاهن ليعرفني ويناولني القربان المقدس قل له أن يهرب بسرعة وان يمنحني لعنته!لقد فعلت أشياء وأشياء في حياتي واعتقد ان ما فعلته ليس بكاف. إن الرجال امثالي يجب ان يعيشوا الف سنة”
ثم وقف وقفة جبار وأظافره مغروزة في النافذة، جحظ عينيه وأخذ يضحك ويصهل كجواد وبعدها اسلم روحه. .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى