كنت أتيت من التراب…بقلم الشاعرة خديجة مروان الحسن/ سوريا
كنت أتيت من التراب
وعلى باب اهلي انتظرت
زرعت الأمل في زوايا الوجود
ولامست باسمي نوافذ القدر
تنفسته بروحي
هديل يمام
وانشودة تاخذني الى حصاد الضوء
سقيت جذور الطيبة في ذاتي
لأصون كنز الطفولة
ونون البدء للهفة الحبر القادم
فصفق جناح هدهدي
وراح بتراتيل نشوتي
إلى فجر لا اعرفه
صار الزمان
المكان
الطير
الزهر
جهات الروح
غابات احلام
ومواكب تتهادى في عين اشتهاءاتي
لم أسأل يوما عن الموت
كانت الحياة تشاغلني بفتنتها
تفتح بوابات العمر
لأراقص شرابا معتقا
ظننت أن لا موت للربيع
وانني سأبقى نيسان الأرض
اتمتع بهبات القدر
لكنني خرجت
على صوت نعيق الغراب
من ملكوت الكروم
كان على صباحاتي ان تنحني
وعلى الروح ان يغمر بالأمان
لكن طوفان الحرب ظل يطاردني
بطيئا كأنما جلس على عقربيه مارد الأحزان
لذت بالشعر منه
فاجأني وجع في ملح الكلام
لذت بالنغم الجميل
فاجأني قيد كبل الأوتار
لذت بنشيد الانشاد لعاشقة
تجر خيوط الفجر من كوز القمر
فاجأني نشيد طفلة فصلت عن ارضها المسلوبة
تئن مضرجة بالغربة
رأيت غاصبها
يرتاد الظلام
يراقص النار والخراب
صرت ارفع جثتي للفضاء
أراقب مافعل الزمان
استعدت ذكرى المروج
كما لو انني الأرض تنزف اخر قطرة من الحياة
تذكرت صوتك
غيمك
فيض الرهبة والرقة فيك
تذكرت فرات حبك المرمر
ورأيتك تكتب فوق الشفق
تاريخ التصوف بلون الندى
يا انت
وانت في حياتي الخالدة صديقي الوحيد
انت زهر المعاني في سيرة الدنيا
وتسابيح الحنين في ليل الخشوع
تعال : نلملم بقايانا
قبل أن يمحي الحب في مدن الاسمنت
وعالم الورد المصلوب على حجر .