منال الربيعي: إعلامية و كاتبة جمعت أصالة بلاد ما بين النهرين و حداثة ست الدنيا بيروت
حاورها جاسم العبود
الإعلامية والروائية اللبنانية “منال الربيعي” شقت طريقها لميادين الشهرة، مستعينة بسحر جمالها وقوامها الرشيق وملكتها الثقافية، فتبوأت عرش الجمال والابداع ..
الأستاذة “منال الربيعي” ترى بأن الحياة لا تستوي من دون جناحيها المؤنث والمذكر، فالإنسان بحاجة إلى نصفه الآخر كي تستقر روحه، وتحلق في فضاء العشق، هذا ما جاء في روايتها (حتى آخر العشق) الصادرة من دار أبعاد، والتي وقعتها ضمن فعاليات معرض بيروت الدولي للكتاب في 6 كانون لعام 2017، حيث سردت فيها حكاية عشق لفتاة جميلة حسناء، ساقها قلبها إلى أماكن بعيدة من العقل والمنطق، لتقع في دوامة عشق جارف، كلفها مع عائلتها الكثير ..
صحيفة “بلادي نيوز” كان لها مع الروائية والإعلامية الساحرة بجمالها هذا الحوار الصحفي ..
1- ماهي البطاقة التعريفية للأستاذة منال الربيعي ؟
* منال الربيعي إعلامية لبنانية من أصل عراقي من جهة الأب، ولبنانية من ناحية الام.
2- أين تقيم منال الربيعي ؟
* أنا مقيمة في لبنان منذ الولادة، وللأسف زرت العراق منذ مدة قصيرة فقط، وقد حالت ظروف الحرب اللبنانية والعراقية دون العودة الى الجذور لسنوات طويلة.
3- كيف بدأت منال الربيعي العمل مع القنوات الفضائية، ومع أي قناة كانت بدايتها ؟
* بدأت عملي الإعلامي عن طريق الصدفة، لم يكن ضمن خططي المستقبلية، كوني درست العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وكنت أود ممارسة العمل في الشأن العام، لكن الأقدار ساقتني إلى العمل الإعلامي، فكانت البداية من قناة “السومرية العراقية” ، حيث قدمت الأخبار السياسية والمقابلات على مدى خمس سنوات قبل إنتقالها بشكل نهائي إلى العراق، وفي تلك الفترة بدأت تجربة جديدة تمثلت في الاعلامي المكتوب والعمل الاذاعي، الذي أعتبره من أهم محطات حياتي المهنية.
4- كيف توفق منال الربيعي بين عملها كإعلامية وعائلتها ؟
* لا شك وأنه خلال مسيرتي المهنية التي استمرت لأكثر من ١٢ عاما، واجهتني صعوبات كثيرة كوني أم مسؤولة تؤدي التزامات عائلية، ولكني تخطيتها – والحمد الله – بفضل دعم عائلتي، والإرادة القوية والتصميم بالنجاح في هذا المجال الصعب.
5- مع انطلاق وسائل التواصل الاجتماعي (الفيس بوك، تويتر، والانستغرام وغيرهم) أين تجد منال الربيعي نفسها بين هذه الوسائل ؟
* لا شك أن التغير الذي طرأ على العمل الاعلامي فرض ضرورة التأقلم مع المعطيات الجديدة، المتمثلة في تصدر وسائل التواصل الاجتماعي للمشهد الإعلامي، وقلبت مقاييس الانتشار والشهرة على حساب الكفاءة والمهنية – للأسف – ، وفي بعض الاحيان جعلت الاهتمام ينصب على صورة مختلفة تماما عن المعايير الحقيقية للعمل الاعلامي.
أما بالنسبة لي شخصيا فإني لم أغرق كثيرا في هذا العالم، وحاولت خلق مساحة متوازنة بين متطلبات العصر الجديدة، والقيم الإعلامية الحقيقية، وأتمنى أن أكون قد وفقت في ذلك.
6- كيف دخلت منال الربيعي عالم الإعلام، وهل كان لديك ميول للعمل الإعلامي ؟
* ذكرت إني دخلت عمل الإعلام بالصدفة، بعدما كنت ضيفة في احد برامج “قناة السومرية” ، وقد لاحظ القائمون على المحطة وجود مقومات عمل إعلامي، وهكذا بدأت التدريبات التي استمرت لشهرين فقط، بعدها بدأت مباشرة بتقديم نشرة الاخبار الرئيسية.
7- ماهي أبرز هوايات منال الربيعي ؟
* من هواياتي المطالعة والرياضة، والطبخ الذي ألجأ إليه عندما أعاني من ضغوط وتوتر فيعتدل مزاجي، وأتمنى لو لدي ظروف مناسبة للاهتمام بالنباتات والورود.
8- كررت كلمة (الخيانة) في روايتك، فهل ذلك صدى خيانة واقعية تعرضت لها منال الربيعي ؟
* سبق وقلت: أن روايتي “حتى آخر العشق” ليست ترجمة لأي تجربة شخصية على الإطلاق، ولكنها تندرج ضمن تجارب إنسانية للبيئة المحيطة، ومنها مفهوم الخيانة الذي يحضر في الكثير من علاقات الحب تحديدا، والعلاقات الاجتماعية عموما.
9- ماهي الصحف التي عملت فيها منال الربيعي ؟
* في الصحافة المكتوبة عملت في صحيفتي البلد والديار اللبنانية، وكتبت في الشأن السياسي المحلي.
10- حدثينا عن رحلتك من الكتاب والقراءة ..
لا شك أن مخزون القراءة الذي بدأته في سنوات مبكرة من حياتي شكّل مخزونا تراكميا كبيرا على مستوى ترجمة المشاعر والعلاقات الانسانية، والتي تمخضت مؤخرا في روايتي الأولى “حتى آخر العشق”، التي اعتبرتها تحقيق حلم مؤجل، وخطوة أولى في مسار أدبي طويل.
11- من منظور منال الربيعي، هل ترين في العمل الإعلامي مشقة على المرأة العربية ؟
* لا شك أن المرأة العربية عموما والاعلامية خصوصا، رضخت للكثير من التحديات والضغوط على مستوى المجتمع والعائلة، ولكن زيادة الوعي لدى المواطن العربي وقدرته على التأقلم مع المعطيات العصرية الجديدة، فتح آفاقا جديدة للمرأة والإعلامية العربية بشكل عام، مما سهّل مهمتها في هذا المضمار.
12- هل واجهت منال الربعي نقد تجاه روايتها “حتى آخر العشق” ، وهل كان نقد إيجابي أم سلبيا ؟
* لا شك أن تجربة كتابة الرواية هي تحدً بحد ذاته، وكون روايتي “حتى آخر العشق” هي تجربتي الأولى، فأنها من الطبيعي تتعرض للنقد الأدبي البنّاء، وهذا يسعدني وسيفيدني في المسار الأدبي والكتابي المقبل.
13- من هو الكاتب الملهم لمنال الربيعي ؟
* بالحقيقة هنالك العديد من الأسماء التي أستسيغ اسلوبها وأتأثر بها، سواء في الأدب العربي أو العالمي، أمثال باولو كويلو، ورشيد الضعيف، وأليف شافاك، وهاروكي موراكامي.
14- هل لدى منال الربيعي مشروع كتابة جديد ؟
* مشروعي الجديد هي رواية حب في زمن الحرب اللبنانية، حيث تقاتل الأخوة في الوطن الواحد، وتفريق الطائفية بين المحبين، ودخل الحب في أتون الحرب، والتهجير في سياق درامي وزمني، واحتاج نضالا طويلا تلازم مع مسار وطني شامل، يغطي ويبارك هكذا علاقة عاصرت سنوات الحرب اللبنانية الطويلة الشائكة.
15- هل من كتاب أو رواية أثرت في منال الربيعي ؟
* من الروايات التي أثرت بي هي: “قواعد العشق الاربعون” للكاتبة التركية أليف شافاك، لأنها وصفت المعنى الروحي للحب، بأنه نور إلهي يملأ قلب العاشق بالسكينة والطمأنينة، وينقله إلى عالم مختلف، فيه يسود الطهر والسمو.
16- هل لدى منال الربيعي نية للعودة إلى أصلها العراق ؟
* لم أغادر العراق كي أعود له، لأني لطالما حملته في قلبي منذ الصغر، لدرجة أني في زيارتي الأخيرة شعرت بأني ولدت هناك، حيث طيبة القلب وكرم الأخلاق.
17- هل ترى منال الربيعي رابطا بين العمل الإعلامي والكتابة الأدبية ؟
* لا شك أن العمل الإعلامي ساهم في تكوين الوعي الأدبي لدي، وساعد في ترجمة الأحاسيس الأدبية، من حيث ضبط إيقاع النص والصياغة، لا بل تحليل الشخصيات وبناء الخط الدرامي، وفي الختام يبقى لكل كاتب طقوسه وأدواته الخاصة، التي ترسم شخصيته الإعلامية والأدبية، وأرجو من الله أن يوفقني في مولودي الأدبي الجديد، الذي سيبصر النور قريبا إن شاء الله.
وفي الختام، كلمة شكر أتقدم بها لصحيفة “بلادي نيوز” على هذا اللقاء الرائع مع الصديق الإعلامي أستاذ جاسم العبود، الذي أتاح لي هذه الفرصة بالإطلالة على جمهور المملكة العربية السعودية، والتي أتمنى لها ولشعبها كل الازدهار والتقدم ..