أدب وفن

اللعبةُ… الحياة! (قراءة في نصّ “رحل أبي”).

اللعبةُ… الحياة!
(قراءة في نصّ “رحل أبي”).الدكتور عماد يونس فغالي

هذا ال “أبي” الذي يأبى إلاّ أن يرى ابنته يملأها الفرح. هي ابنته اليوم تحبّه في ما كان لها… لعبةُ العيد كم عنت لها، كم تعني لها اليوم، تخبرها مدى عمقِ أبوّةٍ، “رحل أبي قبل أن يشتري لي لعبة العيد”…
أنجي ملاعب أبو الحسْن، تعود في ذاكرتها، قل في محبّتها إلى أبيها الذي رحل، فعلَ حنينٍ إلى عهدٍ منها مضى. هذا حالُ من فقدَ أباه… لكنّ النصّ يبعثُ إلى أبعد. تعود أنجي في بنوّتها إلى طفولتها البريئة، حيثُ الرغبةُ مالكة على العقل والإرادة، وهي تحدّد “مقدار” الحبّ الذي تكنّه لأبيها. هناك حيثُ الوالد يعرف أنّ متطلّبات ولده “لا قيمةَ لها”، إلاّ في بعثِ سعادةٍ سيسخر منها هو نفسه بعد حين. هنا، في هذه المرحلة بالذات، أصرّت الكاتبة على تعلّق أبيها بمشاعرها و”تأجيج” الفرح في نفسها… رحل أبوها متوقّفًا على الحدث وهو لم يكتمل… على الوعد ولم يحقّقْه عند استعجال الرحيل، وأنجي لا تزال تتلذّذ مرحلةً تدغدغها… تتلذّذ صورةَ والدٍ ترك لها حبّه، وإن وعدًا، لا يشوبه أيّ نقصٍ ولا يعكّره أيّ ضباب…
ويغلب على السياق زخرفُ اللعبة وحقلها المعجميّ. كأنْ شاءت الكاتبة قصّتَها هذه لعبةً في إطار الحياة، لا تطاولُ الواقع إلاّ حلمًا لا يتحقّق!!
أسّس الأب لمريرِ الحياة في ابنته سدًّا لم تأتِه أيّامُه القصيرة مجالاً ليسلّحه. لكنّه أضاء فيها رؤيويّةً واثقة، كأنّي به يقول: ” أنا مدركٌ ماذا وضعتُ في ابنتي… بعرف شو مربّي”.
حسبُكَ يا والدُ ابنتُكَ حفظتْ ما زوّدتَها به، اغتذتْ منه مدى عمرها، وتعمل وفقه لا بإدراكٍ وحسب، بل بعرفانٍ يحلو تجلّيه!!
قال لكِ إنّكِ جميلةٌ تشبهين الحياة… الله كم أنتِ جميلةٌ إذًا… في نظر والدكِ، الذي لم يِردْ إلاّ الجمالَ في حياته فكنتِ أنتِ!!!

رحل أبي/ الكاتبة إنجي ملاعب أبو الحسن

كنت دائماً لا ارضى بأقل من كيس حَلوى ممتلئ بعدة أنواع من الشوكولا الفاخرة هكذا أبي كان يراضيني ، حين يرى دمعة في عيني ، يقول لي أنني جميلة أشبة الحياة …كبرت ونضجت ، ووقفت أمام المرآة ….كانت أحلامي بريئة ، وأنا أنتظر الحياة التي تشبهني …. كنت أخجل أن أسأل أبي هل الحياة ذكر أم أنثى ؟أم هي قطة ذات وبرٍ كثيف ؟ وكثرت الأحتمالات في نفسي قد تكون وقد تكون ……………نظرت إلى كومة اللعب التي تحيطني وذهبت إلى لعبتي الحمراء المفضلة وفقست زر التشغيل ليدور القطار في رحلة إلى المدينة عله يجلب معه الحياة … كان صوت القطار يشبة صمت الأنتظار ، وضجيجه ، توقف القطار فجأة ! ولم يعد يدور ،جربت أن أعيد تشغيله .. بدون أن أنتبه كسرت جزءًمن الجهة الأمامية ، كنت لأول مرة أكسر لعبة بدون قصد ، جاء أبي لحظتها ورآني غاضبة ، وكان العيد على مقربة من أيام معدودة ويأتي عيد الميلاد ، قال لي أتغضبين لأجل لعبة ! بقيت صامتة لبعض الوقت ، حتى جاء سؤاله أي لعبة تفضلين ، لم أجبه حينها قال لي سأشتري لكي قطاراً يشبة القطار الذي كسّر قلت له لا لا اريد لعبة تكسر . أريد لعبة تشبهني لا تنكسر ! ضحك أبي وغمرني بحبٍ وفرح . قبلت جبينه العالي وقلت له أن جبينه جبهة أنتصاري . رحل أبي قبل أن يشتري لي لعبة العيد ولم يخبرني شيئا عن لعبة الحياة المطاطية ، التي كلما اقتربنا من أحلامنا، قفزت بعيدةٍعنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى