هناك…خلف الموج و الكلمات/ أدب / الكاتبة مهى هسي

هناك.. خلف الموج والكلمات…
الجُزُر الناتئة ..المبهجة – كما يدّعي الحالمون- لن يصلها وحده! اختارنا كما ينتقي كلماته لصنع قصيدة.. وزّع علينا السجائر، اكتفى برفع المرساة، لوّح لليابسة. خمسة ركبنا وامواج لامعة تغرينا، واخرى تتراجع وتترصد ضياع الحلم. بيننا من يصمت كثيراً، يبحث في المشاهد الطبيعية -التي لا تتغير – عن لوحة ليرسمها.. ينتقي الالوان بما يناسب لحظة غروب… لحظة شروق… ينظر للأمواج كمن يرسم الغرق ويرسمه، يرجوها الارتفاع لتبتلع الشمس وطيش احلام الوصول. كانت ورقة بيضاء، حولها أزرق ممتد، كانت غيمة تتحدى السماء، كان خائفاً على ألوانه أن تغرق في البياض، أن يهزمها ارتجافها، شرع ريشة وقلب، مسّد أصابعه بالموج، وترك الألوان تسبح في الخيال. أسقط أرجوان الشمس متهادياً من الجمر حتى الذبول، شقَّ السماء بالأفق القرار، خيّط عليها البحر وأعمدة الضوء المشرّد، ثم مده هو المتلاعب بالنظر، صارت الريشة وحدها تجدف بين الأخضر والأزرق، ويده ترشق الورق بمائه، الماء يجف والملح يبقى، هكذا صارت لوحته تحكي. هكذا صنع حلماً يمشي، إلى البر القريب، الذي كان بعيداً وصار هنا داخل الإطار…