يا زارع القمح …تحية لروح الكاتب الراحل نافذ أبو حسنة


يا زارع القمح
يا صديقي و يا حبيبي لم تكن بحاجه الى هذا الموت لينتبه الجميع إليك و ها أنت ترحل عنا بعد يومين من حديثنا عن محمود درويش و شعره و قلت لي لماذا لا تكتب عن سمير درويش و تحدتنا عن بيروت القصيدة و الحصار و ها أنا اردد معك ما قاله محمود درويش
ايها الموت انتظرني عند باب
البحر في مقهى الرومانسيين لم
ارجع و قد طاشت سهامك مرة
إلا لاودع داخلي و خارجي
و اوزع القمح الذي امتلأت به روحي
لقد كنت يا صديقي و يا حبيبي قلقا على قضيتك التي ستبقى رمزا من رموز الدفاع عنها اكثر من قلق الحياة و الموت في قيظ اب
و كنت عاشقا للمدن التي سكنت فيك و سكنت فيها وكانت تهمس لك بأنك ستبقى فيها عمرا طويلا من تعب ولوز و لكن الجغرافيا ليست دائما على حق
يا صديقي و يا حبيبي
يلزمني الكثير كي ارثيك و انت الموشح بالتعب و العنب و لا حاجة للبكاء كي نذهب معا في رحلة من شهوة العناق الممتد من النافورة إلى رفح
لقد كنت فرحتي الكبرى و اليوم ما أكبر الحزن عليك حيث ترحل و فلسطين بأمس الحاجة اليك و ما سيساعدنا على تحمل هذا الغياب هو انك رحلت لتسكن فينا فكرا و موقفا و إعلاميا صادقا يرى في المقاومة رديفا للعزة و الكرامة و سمو الإنسان
يا صديقي و يا حبيبي
من جغرافيا الفوضى و موسوعة البارود ستبقى فينا حكاية فلسطينية من قمح و دم مليئة بروح و ثقافة الجهاد و المقاومة
الشاعر الفلسطيني حمزة البشتاوي