صكوك الغفران….بقلم الشاعرة سهاد شمس الدين
صكوك الغفران….
كانت في ما مضى الكنيسة الرومانية توزّع صكوك الغفران
على عامة الشعب المسكين، مقابل الإعتراف منه بالذنب الذي ارتكبه أو سوف يرتكبه،وعندها تُحدّد قيمة المبلغ الذي سيُدفع مقابل الحصول على صكّ غفران أو براءة تضمن للمساكين وقليلي الحيلة مقعداً في الجنّة…
صكوك الغفران دُفِعت كثيراً في وطني المغيّبه عنه كل معاني الإنسانية وفي وقتٍ تُكثر فيه الوكالات الحصرية لتحرير الشعوب المغلوبة والمقلوبة آياتها رأساً على عقِب …
صكوك الغفران التي وُزّعت بالمجّان في غالبية البيوت اللبنانية كانت نتيجتها المزيد من القتلى، المزيد من التوابيت، المزيد من الأرامل، المزيد من القهر، المزيد من السواد،المزيد من سياسة كمّ الأفواه لقاءَ الحصول على مقعدٍ في الجنّة أو شهادة في الإنتماء والوطنيّة…
ولم ينتبه غالبية الزعماء عندنا لمقولة إنه إن لم تكن حراً لا تستطيع أن تقدّم الحرية حتى لأكثر الشعوب ظلماً وإستبعاداً،
وحتى انّ مال الدنيا قاطبةً لا يمكن أن يعوّض لحظة تهشيمٍ للكرامة والإنسانية…
لذا قد يحصل المواطن اللبناني الذي تضرّر من إنفجار المرفأ على تعويضاتٍ تفوق القيمة الفعلية للخراب الذي حصل في مسكنِه وأمنهِ وسلامتهِ، لكن من سيعوّض عليه عدم شعوره بالإنتماء إلى هذا الوطن الذي أفنى عمره فيه، ومن سيعوّض عليه خسارة الأرواح التي فقدها من أجل صكّ الإنتماء أو الحريّة أو الوطنية…
في وطني، بئس بائعو صكوك الحرّية وهم عبيد، وبئس بائعو صكوك الحياة وهم تجّار الموت…(س.ش)