أدب وفن

و بدأت حكاية زينب…بقلم الدكتور محمد حسين بزي

كتب الدكتور محمد حسين بزي:
وبدأتْ حِكايةُ زينب.. وهي تصرخ:
كَرْبَلاءُ هُنا
أرْفَعُ ناظِرَيَّ
مِنْ خُيوطِ الدَّمِ التي اشْتَبَكَتْ عَلَيْكْ
هذِهِ عِمامَةُ مُحَمَّدٍ تَشْهَدُ حِقْدَ الصَّحْراءْ
وَهذا رِداءُ الكِساءِ يَكْشِفُ كُنْهَ أُمَيَّةْ
مِنْ بَيْتِ فاطِمَة سِتارَةٌ مِنَ الدَّمِ
تُرْفَعُ أمامَ ناظِرَيّ
وَأرى ما لا يُرى..
 
أنا هُنا
أرى شَمْساً تُذْبَحُ بِيَدِ هُبَلْ
وَسِكّيناً قَدْ شَحَذَتْها اللّاتُ فَوْقَ أسْنانِ هِنْدٍ
وَكَبِدُ حَمْزَةَ شاهِدَةً أمامَ عَيْنَي النَّبِيّ
وَأرى غَريباً حاضِراً تَرُضُّهُ خَيْلُ ابْنِ سَعْدٍ
بِمَطايا العارِ السَّوْداءْ
وَيَزْعُمُ أنّ أباهُ أوّلُ مَنْ رَمى بِسَهْم..
 
وأرى هُنا
أرى السَّماءَ تَتَعَرَّقُ مِنَ الحَياءْ
وَالأرْضَ لا تَسْتَجيبْ
دَمٌ عبيطٌ تَحْتَ كُلِّ حَجَرْ
جِبْريلُ رَأْسُ المَلائِكِ بِالعَزاءْ
مُحَمَّدٌ أوَّلُ الحُضورْ
عَلِيٌّ يَشْهَدُ صِفّين مِنْ جَديدْ
خَديجَةُ تَنْتَحِبْ
فاطِمَةُ تُبْكي الصَّخْرَ التَّليدْ
الحَسَنُ مُصابُهُ جَلَلْ
عيسى يُغْشى عَلَيْهْ
موسى لَمْ يَعُدْ لِلطّورْ
نوحٌ يَنوحْ
إبْراهيمُ تَرَكَ المِحْرابْ
البَيْتُ طافَ بِالكِتابْ
يَسْألُ عَنْ كَعْبَتِهِ الحُسَيْنْ
القُرْآنُ كادَ يُرْفَعُ لِهَوْلِ الفاجِعَةْ
الله غاضِبٌ يَتَوَعَّدْ
مُصيبَةٌ زَلْزَلَت التّاريخَ فَتَوَقَّفْ..
 
وَأرى..
البَشائِرُ تَحْتَ حَدِّ السُّيوفْ
وَالجِنانُ تَحْتَ ظِلالِها
بَسْمَةٌ عَلى وَجْهِ الحُسَيْنْ
دينُ جَدِّه سَيَقومْ
سَيَحيا مِنْ جَديدْ
خُذوا الرُّؤوسَ عَنْ رِقابِنا
وَارْفَعوا الأكُفَّ عَنْ الأرْضِ بَعْدَ بَتْرِها
وَاسْبوا النِّساءَ
إنَّكُم بِنا لاحِقونْ
وَسَتَعْلَمونَ أيّ مُنْقَلَبٍ تَنْقَلِبونْ
ما الدُّنْيا إلّا عَفْطَةُ عَنْزْ
قالَها الحُسَيْنُ وَلِلسَّيْفِ تَبَسَّمْ
فَيا أخي..
ويا حُسَيْنُ الذي لا حُسَيْنَ إلَا أنْت
كَفى بِكَ كَلِمَةَ فَصْل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى