أدب وفن

“الفاسد” الراية الأعلى” الموت” باقة قصائد للشاعر عصمت حسّان

الفاسد …

منْ فاســـدُ ؟…
الكلُّ يسـألُ : من تراهُ الفاسـدُ
والكلُّ
في كتمِ الحقيقة حامدُ

والفاسدُ المختالُ ديكٌ بيننـــا
قد شــاخَ
لكنْ في البغاء يجاهدُ

والفاسدُ المعروفُ
أعلى رتبةً
هو في قياسِ السارقين القائدُ

والفاسـدُ المحبوبُ
نجمٌ ها هنا
من ألفِ عامٍ تصطفيهِ قلائدُ

كلُّ النياشينِ الرفيعةِ لُمّعــتْ
كيما تليقُ
بما يريدُ الواحدُ

هو في العشائرِ
شيخُها وزعيمُها
وهو الحكيمُ الألمعيُّ الماجدُ

هو ألفُ سمسارٍ وكلُّ حكومةٍ
جاءتْ وراحتْ
للغريبِ تواعدُ

وهْوَ النظامُ الطائفيُّ أرادنا
مثل القطيعِ
على الجميعِ يراودُ

وهو الرجالُ العابثون بطهرنا
قالوا الحياةُ خسائرٌ
وفوائدُ

لا تسألوا الرعيان
عن قطعانها
أزلامهم كلبٌ وضيعٌ صامدُ

قالوا الجحيمُ نتيجةٌ
حتميةٌ
ولكلّ من طلبَ الجِنان قواعدُ :

أن تعبدَ الرحمنَ
تعبدَ إرثهُ في الأرض
ذلُّ الراضخين موائدُ

من فاسدُ
والكلُّ يسألُ ها هنا
والكلُّ تاجٌ للتقاةِ
الكلُّ عقلٌ راشدُ

لأظنُّ شعبي فاسدٌ
والحاكمونّ الأنقياءُ
أصائلٌ
وفرائدُ

لآظنُّ شعبي فاسدٌ
وجميع من سرق البلادَ مخلــدٌ
ومحايدُ

إنْ لم نقم للفعلِ بئس وجودنا
غبنا
وقامتْ للجهادِ قصائدُ


الراية الأعلى


إليه في خلوده الأبدي / إليكم في جحودكم المريب

قلمي بآلام الحياة يفيضُ
والحرفُ مـرٌّ
دامعٌ
ومريضُ

والحبرُ مفجوعُ النوارسِ
مالحٌ
والسطرُ أعيا دربَه الترويضُ

هل لي بأوراقٍ قطافُ بواحِها
صلبُ الصراطِ
لكي يخيبَ نقيضُ

لمـا تقاربُها القصيدة تنثني
خصراً من التفاحِ
فيه غموضُ

أستعرضُ الماضينَ
سفحَ قرنفلٍ
والقادمونَ على الدروب
حضيضُ

أستنسلُ الكلماتِ
من أنهارها
والشعرُ في بحر الفداء يخوضُ

من قال شكراً للرصاص مقاومٌ
قد قامَ
لكنّ الجحودَ مهيضُ

لم يتبعوهُ على الصليب
تناحروا
دوّى
وهم صوتُ الضياعِ خفيضُ

هو مات كي تحيا بعزّ أمــةٌ
رغم الظلامةِ
في الظلام وميضُ

هو صبّ في كأس الحقيقة
قلبه العالي
فوالاه النهوضُ

قوموا اشربوا المعنى
لنوقظَ صوته الدفّاقَ
يُبتَدعُ القريضُ

قوموا احملوه الراية الأعلى
فهذي الأرضُ عاشقةٌ
ويسرقها البغيضُ

قوموا اكتبوهُ على الرياح
تقوم زوبعةُ الفداء من الرقاد
قلوبنا في الأصلِ بيضُ

قلمي يقود مسيرةَ الشكوى
وحبري
بالصدى العالي
يفيضُ


الموت

هل مَــرّنا المـوتُ قبل الموتِ
وانصرفا
وقال ماتوا قديماً
بالثرى حَلفــا

هل دقَّ أبوابَنا الحمقى
فما فُتحــتْ
فعادَ للغيبِ لمّا حالنا عرفا

هل مسَّ أحداقنا السكرى بداليةٍ
بنتِ الشياطينِ
لما مسّها ارتجفا

من كثرة الذلَ قد متنــا علانيةً
وصرّخَ الموتُ فينا
ألفَ وا أســـفا

شعب لكثرة ما داسته
كارثةٌ
تكسرت أرضه الخضراء وانخسفا

وَسادهُ اللصُّ والسمسارُ
أزمنةً
وغُيّب الطيبُ المسكينُ والشُّرفا

شرّعت حرفي لهذي الأرض
شـاهدةً
إنْ مرّ فيها حيادُ النسمةِ ارتجفـا

لا يقرأونَ صراخَ القمحِ منكسراً
فوق التراب
فصوت الصادقين غفــا

لا يلمسون هتاف الجرحِ مشتعلاً
في غفوة الفجر
لمّــا جائعاً نزفـا

كلَّ القرابينِ قدمنــا للا أحـدٍ
وكـلُّ ظلمٍ
على أبوابنا وقفـا

متنــا كثيراً كأن الموتَ عانقنا
من أوّل القهر
أبكانا
وما اعترفا

مستسلمونَ كأنْ لا ريحَ تُنهضنا
لصحوة الفجر
لا زنداً
ولا كتفـا

مٌستَملّـكونَ كأنّ الرقَّ
في دمنــا
كأن أسلافنا كانوا هنا خزفا

يا موتُ حدّق طويلاً في ملامحنا
من مات في الذلّ
ترجوهُ الحياةُ ،
كفى …………


الشاعر عصمت حسان رئيس منتدى شواطئ الأدب بشامون الضيعه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى