أدب وفن

مجموعة قصائد بقلم الشاعر العلّامة الشيخ حسين أحمد شحادة

كناسك ساقه السؤال
لماذا يعشق الشمع
ذوب الضوء في صومعة
ما الذي يبقى من القلب في الأعين الدامعة
ما الذي سوف يبقى من لغة الحب
هي ذي مرثية الضوء لكنّ الخمار أسود
في الصباحات الفاحمة
وظلام الأرض يجرّ الظلام
فاندلعي بي
لم ير الغزاة طائر الحزن
فاحفري إسمك على زندي
على جلد التراب
واقرصيني لتنزف من روحي أفراس كنعان
أنت لي بين اللغة ونقيضها يستعر اللهب
فتسقط أسنان الحرية من تمثالها
ويحاصرني التمثال
يا أمرأة خانها الشرق الصهيل
فارتدت ثوبها الأحمر في عرس الدماء
سيدتي المدويّة في التاريخ
تمايل التاريخ من وعد إلى وعد فانقلب
يسكر فيك الموت
يسكر فيك الصمت
فارقصي رقص الجنون على وطن
تأود الورد في محاجرنا .. قفي
وقف النهر
فانداح القمر بين صليبك والمئذنة
يا قصب الناي آه
على أية نخلة سوف ينكسر الزمن
قرن مضى فاخرجي من جنة الألم
وضعي كل أحزانك في فمي
ويلي من القبلة الناعمة
ويلي من دم يسقط بلا جلجلة
ويلي من الرأس على غلط
على نار توقد في أضلعي أوسمة الهيكل
ويلي من الهيكل
ويلي من المهزلة

🌿🌾🌿🌾

هيت لك
صوري المائية
قرميد الشيب تجلى أو تجسّد
دعيني أفك أزرار صدري الضيّق
لأركص نحو مرتفع
يوافيه الحلم الثقيل الثقيل
يناسبني السهاد رمق القلق
يريد قلبي على وقع المستحيل
أن يكسر المستحيل
فخذي كمان سؤالي الجارح
من لمعتي المتكررة
لماذا يكتبنا الخوف …
لماذا يرتلنا الخوف …
هنالك ذئب يعض الكتاب
وهنا بحر يعض الصيادين
أخاف عليك من فائض اللغة
أن تخرجي من دمي في لحظة متهورة
تلاطمي كي نؤاخي الجرود
عيناك ضفتان
والدمع بعينيك أوسع من نون الكون
ونون الضفتين
من ألقاني في اليم
فمشى النهر إلى البحر
فتناسخ البرق في ميم السماء المفردة
كم تساوي زيتونة الحب
كم تساوي دموع مريم على خدّ الصليب
يا آخر قلب في الأرض
يا آخر جرح يغشاه الغياب
يا أجمل العاشقات
دعيني أشعّ في ملغزات النخيل
وفِي جهر الغلس
في اشتباك الأرخبيل بالأرخبيل
في حروب الماء على ينابيعه المتفجرة
بفواصل
………. تتسع لمقابر الماء
…………………………. في حلك الصور

🌿🌾🌿🌾

أهذا أنت
تماهيت بألف ليلة وليلة
في أطلس الخرافة
وما بعد عصر الظلام
وعصر الكلام
قصاراك في الحرب الجديدة
أن تتقن فنّ الإختفاء
في لعبة لا ينتصر فيها إلا الصمت المارد
وممحاة الخطيئة
تهزّ قلبك فينزاح قليلاً
عن المشهد المصاب بمهراجا الجنون
تترنح فيك الجهات والألوان
وسيان عندك طال الليل أم قصر
أهذا أنت
يؤرقني سلام الأرض في العالم الرقمي
حيث الأسماء ممنوعة
واللغات لا تسمي أشياءها
وكل الحدود امتداد لصفر العدم
من أنت والسؤال الطارق
صار في جوفك موضع لقلبين
وجمرة حب بين عدوين
لك الآن أن تكلمني بلسانين من فم واحد
لك أن ترى قمة الحضيض
في وتر للصواب يعزف الخطأ
ولَك أن ترى
ذوب ملح المجاز بملح الكناية
في قعر السؤال عن الهوية

🌿🌾🌿🌾

يجادلني الخراب
تشتّت النهر
أمسى على كرب
سقطوا في الأسر
لا ذئب هنا يحمي خرافك
فهل تريدين في لحظة الوداع
إلقاء نظرة أخيرة على خارطتي اليابسة
تدثري ودثريتي في كمد السكون
وفِي كمد الفراق
تعبت أسفاري من أسفاري
من قلبي الذي ذاب
مثل الكلام على شفاه الحب
في ليل الخطيئة
والذي أمامي طريق واحد
ممنوع المرور
فليكن السؤال عند هذا المفترق
أينا الأعمى الضرير …
أينا سيدخل في سمّ الخياط
خذلتنا اللغة أم المسافة
ما بين عاصمة وعاصمة
طحالب الخوف وأسطورة ثالثة
رؤاي تهجر أغصاني
وأمنياتي ترقد في خفيّها
فاخرجي من حشائش الوهم
أريد شبراً من الأرض يفترّ عن ألمي
يطلق روحي في مياه الورد
يمنحني شيئاً من الفهم
ولا يسرق من أجفاني طعم الحلم
فأنا متهم بالكفر
وتعكير السماء
جيء بي من البئر
وقميصي متهم بعطر أنفاسي
في زمن السلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى