نصٌّ عفويٌّ تماما..كأنت/ بقلم الكاتبة عبير حسن علَّام

نصٌّ عفويٌّ تمامًا.. كأنت_
هكذا، وبدون فذلكةٍ وفلسفةٍ وتحذلقٍ أزفُّكَ الخبر:
وقَعتُ على حُبِّك.
وبين الحروف لم أجد ضالَّتي لِأجسِّد ما يتملَّكني حين أهجّئ اسمك أو أسمع همسك أو أسبح في نصِّك.
عشوائيٌّ مثلي هذا الحب، طفلٌ مثلي هذا الشوق.. فماذا عنك؟
لا نظام محدَّدٌ في حياتي، بل فوضى عارمة. أحبُّ الفوضى حتى أنني قد لا أنظِّف أسناني قبل النوم ذات ليلةٍ هكذا، بغيةَ التمرُّد على النظام ليس إلَّا. وأوراقي تشاركني الفراش وتحتلُّ مساحة سريري. وقد أغفو غارقةً بالألوان عمدًا. وربَّما أغفو بينما أتأرجح في أحضان الفواصل والفواصل المنقوطة على أنغام العبثية. وقد تكون هذه هوايتي المفضَّلة.
وبرغم ذلك، كم يغمرني الزهو إن تأتِ. سأطير فرحًا بإعداد الأطباق لك؛ فأنا أحفظ عن ظهر قلبٍ المكوِّنات كلَّها.. أليست الطريق إلى قلبك تمرُّ بكتاباتك؟
وأرتبكُ حين يقترب موعدك؛ أضطرب، أغترب.. أمدُّ للنجم طريق نافذتي وأطلي أظافري احتفالًا كطفلةٍ قرأت للتوِّ حكاية سندريللا لكنَّ الطلاء خذلها عند انتصاف الليل.
لربَّما تغفو قربي يومًا وأسرح بأناملي على شعرك القصير، وأسرِّحُ نظري في رموشك الخضراء وضوء النخيل.
وكم تغمرني السكينة إن تأتِ؛ أنا أخاف حين تهاجمني في الليل القصيدة وأنا وحيدة.
في الواقع، فاشلةٌ أنا في الطبخ والكتابة.. في كلِّ شيء.
لعلِّي لا أجيد سوى الحب.. فهلَّا ارتحلتَ عن خيالي وسكنتَ هنا؟
وحينما عند الباب لكَ قلتُ: “لا تُخالط أحدًا حتى أراك”
كنتُ قد أُصِبتُ بك.
إنّي أغار على عينيك من سحرهما..
على شفتيك من فتنتهما..
على كتفيك من نمشٍ تعشَّقَ فيهما..
يدي التي ما غادرت يدك تحت مُسمَّى (الصداقة) وأصابعي التي كانت تغنِّي طوال ساعتين لحن حياةٍ سرقَتْهُ من جيب موتٍ زنيمٍ مُحتَّم.. البريق الذي بقيَ يرتقص في عينيَّ وهما هائمتان في حديثك النسقيِّ عن اللا نسق… أما قال لك شيئًا كلُّ هذا؟
إنَّني لم أعد أحبُّكَ يا هذا.
وبالمناسبة؛ هذه النسخة المُعَدَّلة عن المسوَّدة التي كنتُ أقرأها لك اليوم. وممتنَّةٌ كثيرًا لعدم انتمائك إلى هذا الفضاء حتى لا يصلك اعترافي.