أدب وفن

باقة قصائد بقلم الشاعر تيسير حيدر

التينة والأتوستراد
وَفَجأةً مَرَّ الأتوسترادُ وشَقَّ طَرِيقَهُ بجانب فُسْتانِ التِّيْنَةِ الأخْضَر
دُهِشَتْ وَلَمَّتْ أذْيالَها خشْيَةً ..
وهي المُعانِقَةُ لِمناقيرِ الطَّيرِ وقُبُلاتِ النَّمْلِ البَرِّيّ وأفْراخِ العَصافيرِ الشَّهِيَّة
مَرَّ على غَيْرِ مَوعِد
حَشَرَ السَّيَّاراتِ وصارَعَ النَّسِيمَ والغُيومَ واعْتَدى بالصَّخَب ….
وَمُنَبِّهُ السَّيَّارةِ قَذىً في عَيْنيها
أتَرحَلُ أمْ تَنوءُ باكْتِئابها ؟!
أتَرْقبُ المَارَّةَ والسُّرْعَةَ القُصوى ؟!
أمْ تَنْتَحِر؟!
حَمَلَتِ التِّينةُ شَذى سَلَّتِها
وَوَزَّعَت أكْوازَها على المَلأ !!


*المَلأ : كُلُّ النَّاس .

عَينا البيلسان…
جارتُنا الهَرمة فقدت نظرها منذ طفولتها بمرض غامض.تصعدُ الدرج الحديدي بمهارة هرتٍِها المدلَّلة.
وحيدةٌ في منزلها ،تقطف عناقيد العنب من داليتها الممتدة فوق خيمة السطح .تتفقد بركة الماء بمهارة سنجاب.
تُلوٍِنُ عمرها الهزيلَ بفرحِ نماء الأزهار.
اختلطَ عليها الامرُ فأمست عيناها زهرتي بيلسان باهرتا النظر…!

قَبْلَ أن أنام !
أرسمُ كُلَّ ما أشاهِدُهُ على صَفحاتِ قَلْبي مع لَحْنِ حسُّونٍ أنِيْق
أسْتَرسِلُ كَعازِفِ الكَمانِ في تَرْدادِ تَرَدُّداتِ قَلْبي بهُيام
أؤرِّخُ كُلَّ ما حَصَلَ في سُباتِ الأيَّامِ ،في مَاضٍ يَلوحُ لي كَغرْبالِ أمِّي يَنْهَمِرُ حَباً
ألْتَقِطُ الحَبَّاتِ بمَذاقِ المَناقِيرِ الشَّهِيَّة
أغْتَني كُلَّ حِينٍ بإعادةِ غَرْبَلَةِ القُبَلِ المُنْبَعِثَةِ من عُيونِ العُشَّاق على مَدى الأعْصُرِ المُنهَمِرَةِ بالثَّلجِ والمَوجِ والرَّذاذِ حَتَّى يَنْصَهر الماضي في قَلْبي كَوَردةٍ عَابقَةٍ في نَسِيْمٍ نَقَّالٍ لِذَبذَباتِ اللَّهْفَةِ والشَّوْق
وَبَعْدَما يَنامُ أطْفَالُ العَالَم ألاحِقُهُم في الأسِرَّةِ
أجْمَعُ غلَّتي المُشْتَهاة في قَلْبي ،أحْمِلُ مِرْوَدي وألامِسُ أجْفانَهُم المُتَوَهِّجة بالعِشْقِ، أُغْنِيْها بالأنْغَامِ وَأنام !
المِرْوَدُ : المِيْلُ يُكْتَحَلُ بهِ .


الشاعر تيسير حيدر_لبنان


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى