“غِيَابُهُ إنْ حَكَى” قصيدة الشاعر حبيب يونس مهداة الى الراحل الكبير سعيد عقل في ذكرى غيابه السادسة
غِيَابُهُ إِنْ حَكَى
وَعَقْلٌ سَمَا فِي الْعَالَمِينَ فَرِيدُ
فَلُبْنَانُ كَوْنٌ وَالزَّمَانُ سَعِيدُ
لَزَحْلَةُ إِذْ شَعَّتْ بِفِعْلِ انْبِثَاقَةٍ
غَدَا النُّورُ مِنْهُ يَسْتَقِي وَيَجُودُ
وَصِنِّينُ نِدٌّ لِلْمَدَى، جَارُ زُرْقَةٍ
تَرَاءَتْ لَهُ عَيْنَاهُ، رَاحَ يَمِيدُ
وَمَا الْأَرْزُ؟ هَامَاتٌ إِلَيْهِ تَرَادَفَتْ
تَقَي جَبْهَةً عِلْوَ الْعُلَى… فَتَرُودُ
وَمَا الْوَرْدُ؟ نَفْحٌ مِنْ شَذَاهُ، وَكُلَّمَا
تَغَاوَى الصِّبَا خَصْرًا، تَعَطَّرَ جِيدُ.
وَمَا الشِّعْرُ؟ طَنَّتْ كَفُّ رَبٍّ عَلَى الدُّنَى
فَمَا الْكُتْبُ إِلَّا رُجْعَيَانِ وَعِيدُ
وَمَا الْبَدْعُ؟ تَأْلِيهُ الْجَمَالِ… وَجُودَةٌ
كَأَنْ أَبَدٌ عَرَّى الزَّمَانَ، جَدِيدُ.
وَمَا الْحُلْمُ؟ إِلَّا حَيْثُمَا هَنِئَتْ بِهِ
رُؤَى الْكِبَرِ النَّشْوَى تَعِي وَتَسُودُ
فَتَمْثُلُ فِينَا بَعْلَبَكَّ أَصَابِعٍ
تُكَمِّلُ مَا اللهُ ابْتَدَا… وَتَزِيدُ.
وَمَا مِئَةٌ وَاثْنَانِ أَعْوَامُهُ سِوَى
تَنَيْسُنِ فِكْرٍ قُلْهُ بَعْدُ عَتِيدُ
وَإِذْ غَابَ فِي غَفْوٍ، فَإِنْ مَرَّةً حَكَى
يَقُولُ الْغِيَابُ الْآنَ، وَهْوَ بَعِيدُ:
لَبَعْدِي الْقَوَافِي سَوْفَ تَرْوِي حِكَايَةً
يَطِيرُ بِهَا كُتْبًا… غَدٌ وَخُلُودُ،
أَنَا كُلُّ آنٍ، وَالزَّمَان قَصِيدَتِي
عَقَلْتُ زَمَانِي… فَالْوُجُودُ سَعِيدُ.
حبيب يونس
28 – 11 – 2020