ماذا لو عثتُ فسادا في اللغة

االشاعر يزن السقار
ماذا لو عثتُ فسادا في اللغة
وطني و أنا حرّ فيه
كسرتُ سواعد المفعول به
و حمّلتُ الفاعل ذنب أفعالٍ أُخر
جررتُ ما شئتُ دون حرف جر
و نصت الفخاخ في سهل المعاني دون ذنب
وطني و أنا حرّ فيه
علّمونا في الليالي الحالكات
أن البلاد بلا فساد محض افتراء
فكرة خالية من الظنون و احترافات المعنى
و أن التسلّق خصلة من خصال الشموخ
بما أن الوصول بغية مشتهاة
هل يكون الأبيض أبيضا لولا ولادات السواد
لولا السواد لكان لونا باهتا هشّا لا يقدر حمل معانيه
وطني و أنا حرّ فيه
أعيث فيه تسطيرا
أعيث فيه تدويرا
كي لا يختلط الحابل بالنابل
كي يعرف الحد أبناءه
و يعرف الأبناء حدّ طريقهم
أقدّم الخبر و اترك المبتدأ كذبة للريح
أفرّق بين أخوات كان و إن
و أصنع عائلة من نسل التسويف
أسلمها مقاليد التقديم
ونوايا المضارعة
و اترك أفعال الأمر في يد الشطّار
وطني و أنا حر فيه
أعريّ البكاء
و أعرب الأمل مبنيّ للمجهول
أكنس النقاط و اسقي الفواصل
و الغي واو الجمع كلما اشتهيتُ
وطني وأنا حر فيه
أواري سوأتي بضحكات العنب
و أخمّر ملامحي خارج نحيب الأوطان