رسائل الى أمي …بقلم الكاتبة و الإعلاميةد. رندلى جبّور
رسائل الى أمي…
الرسالة الاولى: سامحيني
أمي، ربما لم أطلب منك السماح بما يكفي قبل الآن ولذلك جئت أقول لك سامحيني وأنا على يقين أنك تسمعينني وأنك ستسامحين!
سامحيني أمي إن أحببتك على طريقتي وقد لا تكون الافضل، ولكن ثقي بأنني عشقت كل شيء فيك: دموعك وابتساماتك، لهفتك اللا محدودة، طهارتك ونقاوتك، حبك الذي لا يشبه حباً آخر، صمتك وصوتك، حركتك وهدوءك، أناقتك وترتيبك، جمالك الخارجي والداخلي، عطاءك اللا متناهي، تفانيك، كرمك، قلبك المفتوح للجميع وبيتك المفتوح للجميع، ثقافتك وعلمك وكل ما بذلتِه في هذه الدنيا.
سامحيني أمي إن كنت قد قصّرت معك وإن لم أقدّم لك الوقت الكافي لنفرح أكثر معاً ونحزن أكثر معاً.
سامحيني أمي لأنك قدّمتِ لي أكثر بكثير مما فعَلْت.
سامحيني أمي إن مرّ موقف لم أفهمه على حقيقته أو دمعة ذرفتيها ولم أمسحها عن وجنتيك.
سامحيني أمي لأنني أعرف كم شغلتُ بالك بحكم مهنتي واندفاعي وأسلوب حياتي.
سامحيني أمي إن سبّبتُ لك أي أذى عن غير قصد.
سامحيني أمي إن لم أكن ابنة مثالية.
سامحيني أمي على كل أخطائي بحقك وبحق والدي وأخي وأختي.
سامحيني إن جرحتك يوماً أو رفعت صوتي بوجهك.
سامحيني أمي… فطلب السماح هو المدخل لكل أحاديثي التي ستأتي معك…
بحبك ميّوش
رسائل الى أمي…
الرسالة الثانية: شكراً!
أمي، بعد طلب السماح، لا بدّ من كلمة شكراً…
شكراً أمي على حبك الفائق اللهفة، وعلى حنانك الفائض بالدفء، وعلى كل كلمة: يا روحي ويا عمري ويا حياتي التي كنت تقولينها من أعماق كيانك وما زالت تتردد في أعماق كياننا…
شكراً أمي على حرصك المتطرف علينا، أنت التي وضعتِ ذاتك دائماً بعدنا، فكنّا في حياتك الاهتمام الاول اذا لم يكن الوحيد…
شكراً أمي على خوفك الذي كان يدلّ على عاطفة لا تضاهيها عاطفة، وعلى تحذيراتك التي لم تتعبي منها يوماً لكي نكون دائماً بخير…
شكراً أمي على حياتك التي قدّمتيها لنا بكل ما فيها من معنويات وماديات، وعلى سنين عمرك التي أمضيتيها بالاهتمام اللا محدود بنا…
شكراً أمي على كل ما بذلتيه لكي نكون سعداء، على كل ابتسامة رسمتيها على وجوهنا…
شكراً أمي على دعمك لنا لنكون على ما نحن عليه، فلولاك لما وصلنا ولا حققنا ولا أنجزنا ولا بتنا فخراً في المجتمع وبين الناس…
شكراً أمي لانك كنت السند الابدي وستبقين، لأنك مصدر الحياة والحياة ذاتها…
شكرا امي لانك كنت أنت بالذات أمي فذلك من أعظم نعمنا…
شكراً أمي مني ومن أختي وأخي والشكر موصول لأبي أطال الله بعمره، فهو كان شريكاً فعلياً في كل ما سبق ذكره، شكراً على تربيتكما واحتضانكما لنا، فلولاكما لما كنّا!
رسائل الى أمي…
الرسالة الثالثة: شوق!
أمي، يجتاحني الشوق… أشتاق إليك… إلى رائحتك العطرة دوماً، الى كلماتك المليئة بالحب والحرص، الى أناقتك التي رافقتك حتى اللحظة الاخيرة، الى ابتسامتك التي كانت تبلسم وجع كثيرين.
أمي… أشتاق الى أسئلتك عن يومياتي، والى أجوبتك التي أردتِ فيها أن تطمئنينا عليك لئلا ينشغل لنا بال.
أمي… أشتاق الى غمرتك، الى حنانك، الى كل تفاصيلك. تفاصيلك تلك باتت تسكنني، تجلس في كل زاوية من ذاكرتي. تحضر إليّ ألوان ملابسك التي كنتِ تختارينها بذوق، أشمّ رائحة طعامك الذي كنتِ تعدّينه بحب فائق، أتذوّق لذّتك بفرحنا بما كنتِ تعدّيه لنا.
أمي… أشتاق الى ضيافتك الاصيلة، الى تمددك مساء أمام التلفاز بعد يوم لا تهدئين به، الى لطشاتك بالسياسة التي كانت قليلة ولكن ذات معنى…
أشتاق الى متابعتك لبعض المسلسلات والى مرافقتي لك الى السوق ولو كانت قليلة لأنني لم أكن من محبّي التسوّق.
أمي… أشتاق الى صوتك. الى أن تطلبي مني أن أحضر هدايا أبناء إخوتي في العيد…
العيد يقترب وأنت بعيدة…
لا يا أمي، لستِ بعيدة بل انت ساكنة فينا، في تربيتك لنا، في ضميرنا ووجداننا وعاطفتنا، في ذاكرتنا وحاضرنا ومستقبلنا الذي رغبتيه زاهراً…
سنكمل في نجاحاتنا بك ومن أجلك، وستكونين معنا كما كنت في كل خطوة، في كل غصة، في كل فرحة وكل إنجاز…
بحبك ميوش واشتقتلك كتير!
رندلى