قالت له في لحظة وداع/ نص أدبي حواري/ الشاعرة سنا شجاع
قالت له في لحظة وداع :
حبيبي…بعد كمّ ستعود من السنين ؟
قال لها: لا تسألي . ألا ترين كم حزمت في حقيبتي ؟
_ حبيبي ، ما عاد في القلب نبض يحتمل الفراق .
_ الفراق !! وهل الفراق فراق الوجوه ؟! لا، يا حبيبتي . فابتعادي ليس بجدار يفصلني عن مبعث السرور والهواء .
أنتِ هنا ( وأشار إلى ضلعه) .
يده السمراء ارتمت كشهب إلى ضلعه ، وقال :
_ أحبيبتي الحلوة . سأهاجر . أنا اجمع من قطرات الأنين جبينًا، وانتِ تروين بندى مقلتيكِ ما غرسنا من بتلات .
_ سأشتاقُ إليكَ. قد يجعدُ الوجهُ ويشيبُ الرأسُ ، وأغدو كهلةً منسيةً أوقِّعُ اسمَكَ ذكرى حبِّ على الاوراق .
كيف لي ان ارتشف قهوتي هانئة ؟ كيف لي أن أضحك قهقهةً فرحةً شقيةً؟
_ وأنا أيضًا سأفتقدك . فعوضًا عن احتضان قصائدك ، ساتناول الجريدة. اقرأ فيها استقبالات عابرة . أمرر عيني على أقلام ساخطة . سيتوارى الحب عن مقلتيّ. ستوقظني عجلات العجلة ، واقدام السعاة . سيطرق نافذتي النسيم الجاف . سافتقد العطر عن وسادتي . ساحتمي بعابرة في يدها مظلة علها تخفف عن منكبي غزارة شتاء .
حبيبتي …آحبيبتي الحلوة لا تعاقبيني . أكتبيني بزخم . سأرسل لك من الورق رزمًا، كي أعنونها ، كي اختال اسما ورمزا على اسطرها كي احيي الحبر في حرفها .
نعم ، ساهاجر . وكي اكون صادقًا ، قد أركن بمنزل غريبة حلوة وانجب منها الاولاد . الغربة وطن يفتقد الحنين ، لذا اعذريني ان خنتك جسدا .اعذري فيَّ التناسي او اللامبالاة.
قولي للخلّان إن سألوك عنُي يومًا إني بخير . قولي لهم عائد ، في كل رسالة يوقّعها ب ” عائد حبيبي “.