أكيرا كيروساوا(Akira Kurosawa ) هو من المخرجين الأكثر تأثيرا على مستوى العالم، قال عنه ستيفن سبيلبرغ انه شكسبير السينما المعاصرة، الياباني نال ٦٦ جائزة و ٢١ من الترشيحات.
كل افلامه كانت مادة للدراسة في كل أنحاء العالم و خاصة بين طلاب علم صناعة السينما نظرا للأسلوب المبتكر في التصوير و أهمية القصة ،قوتها و تشويقها و هو أمر نادر الحصول، و كما ذكرنا آنفا فلقد حصل أكيرا على حوائز مهمة في برلين و البندقية و كان، كما حصل على اوسكار فخرية تكريما لمسيرته الفنية.
بعد أن كتب ٧٥ فيلما ،كيروساوا شارك هذه النصيحة الكبيرة في إحدى المقابلات .
“فقط عبر كتابة السيناريو و النصوص ستتعرف إلى كيفية بناء الفيلم و ما هي السينما، إلى كل الشباب ، بناء فيلم صعب جدا و مكلف جدا ، و صعب جدا أن يصبح المرء مخرج أفلام، عليك ان تتعلم و عليك ان تختبر اشياء مختلفة و هذا ليس سهلا الحصول عليه ، و لكن أن اردتم بحق أن تصبحوا مخرجين جيدين عليكم اولا بكتابة السيناريو و النصوص الحوارية ، كل ما تحتاجه هو ورقة و قلم فقط …و فقط عندها سوف تفهم ما هو بناء فيلم و ما هي السينما… “”””
هذا ما قلته لهم و لكنهم لم يريدوا…يرون أن الكتابة مهمة صعبة جدا …و هي كذلك ، كتابة النصوص هو بغاية الصعوبة، بلزاك قال عبارته الشهيرة في هذا الأمر ” الكتاب و خاصة الروائيين يلزمهم الصبر و هذا مهم و ضروري كي يكملوا العمل إلى نهاياته، و هذا الشرط الأساسي لكل كاتب ، عندما نقيِّم أعمال بلزاك من وجهة النظر تلك ، يصيبنا الذهول، لأننا سوف ندرك اننا بحاجة إلى حياة كاملة من أجل قراءتها…
الآن انت سوف تسألني كيف كان يكتب بلزاك؟ حسنا هو كان يكتب كل يوم ورقة و يرسلها للتنقيح ثم تعود إليه الورقة مع التنقيح في الهامش، و لا يبقى غير القليل من النص الأصلي، فيعود و يصلحها على ورقة جديدة مع التنقيحات فيكبر النص من جديد .
” المفهوم الأساسي انه كان يملك الصبر …صبر كتابة كلمة بعد كلمة مي يحصل على التعبير المناسب ، أكثر الكتَّاب لا يملكون هذا الصبر ، فقط يلزمك ورقة و قلم كي تكتب نص السيناريو، المهمة الشاقة في الكتابة عليها ات تكون طبيعة ثانية لديك.. “
أرى أن الناشئة لا يملكون هذه الملكة…ملكة الصبر هم يريدون أن يبدأوا في الكتابة و أن ينتهوا بسرعة …
كل من يتعلم تسلق الجبال أول نصيحة تسدى لهم أن لا ينظر إلى القمة ، بل إن ينظر إلى الأرض و يتسلق الجبل خطوة خطوة، لأنه اذا نظر إلى القمة سوف ينتهي بهم الأمر إلى الشعور بالإنكسار و اليأس. وهكذا بالنسبة للكتابة ، يلزمنا القوة و الصبر للمتابعة ، و علينا التعود ، بعضهم يرون الأمر مؤلما، لكن علينا نحن الكتّاب أن نتعود على الأمر كروتين منتظم في الحياة. للأسف بعضهم يستسلم في منتصف الطريق.
تعودت أن أقول لمساعديّ في الإخراج انه اذا اعتبروا أنفسهم مهزومين بكرة واحدة فإنهم سوف ينتهون بهذا الشكل دائما حين يصطدمون بأولى الصعوبات.. فليكتبوا ما يحلو لهم و سوف يجدون شكلا ما للنهايات …لا تستسلموا في وسط الطريق و لو كان الأمر صعبا، لكنهم للأسف يستسلمون و كذلك المشكلة الكبيرة للناشئة انهم لا يقرأون، لا أحد منهم قرأ الأدب الروسي بعمق على ما اعتقد “
من المهم أن يقرأ الكاتب كثيرا ، فإذا لم يحصل على مخزون جيد في داخله فلن يتمكن من الخلق و الإبداع، لذلك انا دائما أقول أن الخلق يأتي من الذاكرة…فالذاكرة هي مصدر الإبداع. لا يستطيع الكاتب خلق شيء من العدم . سواء من قراءاته المتعددة أو من تحارب حية خبرها في الحياة ، و أن تكون القراءات مختلفة و متنوعة ، الكتب الحديثة جيدة و لكن ايضا عليه أن يقرأ الكتب الكلاسيكية , في علم السينما علينا التأكيد على اهمية القراءة
بحسب الكبير كيروساوا.
ترجمة و اختيار سمية تكجي /المصدر/ cultura inquieta
