مهداة لروح الشاعر عصام العبدلله في الذكرى الثانية لرحيله/ بقلم الأديبة سنا البنا…
فاجأتني يا عصام
أبلغوني أنك عبرت حيث النوم الطويل
حيث يتآخى الطين مع الطين
ويتنامى سقف المقابر .
ليتك لم تسافر .
هل أرغمك حراس الهيكل ؟
كابرت أم هادنت ؟
يا ليتك انتظرت .
ربما منعوك عن القهوة وتدخين السجائر .
كيف قبلت أن تهاجر ؟
انت المرصود لهذه المدينة عين ساخرة ،
من فرش لك درب الحرير ؟
أيها الأنعم من منقوشة صعترك البرية ..
لا اقلام هناك
لا أوراق
لا طاولة ولا رفاق ..
تسرعت بالأفول
ليس من عادة البحر ان ينام في حفرة ،
ولا من عادة الموج ان يغط في سبات .
أبلغوني وما صدقتهم ..
يدك التي سطرت الحرف على عيون النمل
كيف تكف عن مسامرة النساء ؟ .
اي حقيبة تتسع للشعر والفكاهات
لجبل ضحوك بخفاياه واسحاره البلاغية .
للشجر لأرق السنوات البرية والاوراق البهية .
لم اصدق اي مثقال خط دربك للموت ،
أنك تكيفت مع الخطى وانت الثابت في حراك اللامنتهي ؟.
بالأمس القريب أشهرت الثورة على من سبقوك ،
أتغص بلفحة موت ؟
بسطت هامتك للشعر للمعضلة ..
كيف اكتفيت بهذا القليل من سكون الصوت ؟
لن تموت كما الآخرون
هم يغطون في سفر
وانت تضرم النار لسهرة استيهامات على مقام الإستئناف ..
في اعتقادي
الروح لا تجاري الجسد موتا
ولا الشاعر يموت في قصيدته الحية .
التواصل افتراض الأحياء دوما
ومريدوك لن يتنازلوا عن ركنك مهما أوغلت بالفراق .
سنلبس يوما اشواقنا ونوافيك
أحمال الشوق ستقرع اسمك في كل الأمكنة الحميمة .
سنراك في مستقبل اللغة نجم العصر الذي لا يأفل ،
والمحكية انت تميمتها الأزلية .
نم يا صديقي نوم العوافي
ننتظرك كل مساء .
الروض لا يليق بك ، ارفع سقف الموت قليلا
ننتظرك حيث تشاء ،
في كل بيروت المفجوعة .
أيتامك نحن المشردون ..
بين الروضة او الحمرا .