أدب وفن

رسائل الى أمي… الرسالة السابعة: نحتاجك!

رسائل الى أمي…
الرسالة السابعة: نحتاجك!

د. رندلى جبور

أمي، كم نحتاجك في هذه الايام، كم تنقصيننا!
ففي هذه الظروف الصعبة، نفتقد لمن يغمروننا بالحب، نفتقد لابتسامة وقد شبعنا دموعاً، نفتقد للمسة هادئة، لمن يشدّ على أيدينا ويقول: طولوا بالكن، كل شيء سيمر على خير…
وحدها الام قادرة على بلسمة الاوجاع الكبيرة وعلى حَمْل الثقيل معنا وعنّا…
أمي، مسؤولياتنا زادت وآمالنا تناقصت… بتنا وكأننا نعيش في وحدة، في عزلة، في سجن كبير… ولو كنتِ هنا، لكنتِ تقاسمتي معنا المسؤوليات ووسّعتي مساحة الامل، وكسّرتي القضبان التي تحتجزنا.
ولو كنتِ هنا، لكان الدفء حقيقياً في عز برد… ولو كنتِ هنا، لما كانت الدمعة بهذه الملوحة… ولو كنتِ هنا، لما كان الانتظار قاسياً… ولو كنتِ هنا، لما كانت الصعوبات لتجتاز قدرتنا على التحمّل…
أمي، نحتاجك… وحاجتنا تكبر أكثر كل يوم، كل ساعة وكل دقيقة.
نحتاج الى اتصال هاتفي معك يزيح عنا أثقال النهار ويجعل الليل أقل عتمة.
نحتاج الى كلمة منك، الى حرف واحد. فأبجديتك مختلفة عن كل الابجديات، ولغتك لا تشبه أي لغة أخرى.
وحدك قادرة على أن تكلّمينا باللغة التي نحتاجها الاكثر بدلاً من لغة الخوف والرعب والبشاعة التي نسمعها هذه الايام.
أمي نحبك ونحتاج الى لهجتك الخاصة بالحب.
فألا كتبتِ لنا رسالة من حيث أنت؟!

*كاتبة و إعلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى