أدب وفن

قضبان شائكة/قصة قصيرة/ بقلم القاصّة فضيلة معيرش/الجزائر

قصة قصيرة قضبان شائكة …..

اشتدت رجفة قلبها كأنّها تحمله بين يديها،تهزّ يدا حانية كتفها ، يهوي دمعها على خدّ وجعها وهي تلعن حظها العاثر ،خشيت أن تزيد من آلام أمّها إن أطلعتها عما كابدته منذ زواجها وقد عدّتِ الأيام والليالي لتخرج من المعتقل الذي دخلته بمحض اختيارها ،فأدمتها قضبانه.
مرّت أكثر من أربعين يوما من عمر بأسها حسبته دهرا حين تجاوزت سعدية العقد الرابع ،أُوصِدت مداخل الأمل بوجهها كان عملها البسيط كبائعة في أحد المتاجر يسد فم احتياجها هي وأمّها ، ما تركه والدها المتوفي منذ سنوات من معاش يبقى مطمعا لإخوتها المزرية أحوالهم .أضحى هاجس تزويج سعدية مبتغى أمّها التي أنهكها المرض أن ترى آخر بناتها وقد نالت حظها من الفرح .
لم يمر بشريط عين زوجها طارق الذي زفت إليه ما يدلّ على انشراحه مما جعل سعدية تلح في سؤال أخته التي اختارتها عروسا له ، كانت عصبيته في أوجها إن هي سألت عن حاله أو توددت وتقربت منه ، ما أثار فضولها و أسكن الخوف بتلافيف حيرتها ، حمله خنجرا بين ثتايا ثيابه دوما ما وجدت تفسيرا لتجاهل وجودها رغم تفانيها في تحضير ما لذ وطاب له ، كبرت الأسئلة بفكرها و الغيظ يأكل هشيم صبرها ، تقصت ما أخفته أخته عنها ، لتأخذ على حين غفلة منه ومن أخته تقاريره الطبية وصور أشعته لأحد الأطباء ، وتقف على حقيقة ما أقترفَ بحقها ، رفعت قضية خلع ، عادت لتنعم بحياتها السابقة التي كانت تتأفف منها بانشراح وحبور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى