أدب وفن

اللص الحاكم بقلم الشاعر عصمت حسّان

اللص الحاكم

لا لن ألومَ الطاغيــهْ
فاللصُّ حين يجوسُ في ليلٍ بلا عسسٍ
وفي أرضٍ بها شعبٌ ينامْ
سيرى جميع الناسِ أذناً صاغيهْ
وصراخها العالي
كلامٌ في كلامْ

واللصُّ في بلدي كما بدر التمامْ
هو سيّدٌ في الغشّ
أستاذٌ ضليعٌ في السياسهْ
ومهندسٌ فهمانُ في علم الفراسهْ
ومعلمٌ جداً خبيرٌ في الرئاسهْ
ومحنّكٌ كالثعلبِ المشهور في فن الكياسهْ

يدري بأنّ الشعبَ مشلولٌ ويشخر دونما نومٍ
ويمشي دونما قدمينِ يستجدي نعاسهْ

ويرى بأنَّ الأرضَ غائبةٌ عن الوعي
وتقبل بالنجاسهْ
هو جرّبَ التنكيلَ بالتقسيطِ
قال الناسُ لي خدمٌ فكان الناس خدامَاً لساسهْ

وأثار مفهومَ الزعامةِ والخلودِ
وأنه الآتي بإسمِ الشعبِ
باسمِ اللهِ
يمشي فوقنا ملكاً
وتمشي حوله القطعانُ في دور الحراسهْ

هو بارعٌ في لعبة التأويلِ
والتنزيلِ
تملؤه الحماسهْ
نهب البلادَ وأهلها الغافونَ قد قبلوا القليلَ
وأدمنوا وهم التعاسهْ

هو مُنزلٌ في سلّـةِ الغفران
واللاهوتِ
آتٍ من جلابيبِ العمائمِ والقداسهْ

والناسُ تؤمنُ أنّ أولي الأمرِ قوامونَ
قوادونَ
أمّارونَ
أن الحكمَ يأتي من أعالي الغيبِ مؤتمناً
وكم يختارُ ناسـهْ

والناسُ تعلمُ أنّ أمر الحاكم الجبّارِ
علويٌّ
ويأتي الحاكمُ الأعلى
ويحملُ فوق عنق الناس فاسهْ

يا ناسُ هذي الطغمةُ الجرباءُ داعرةٌ
وتتسخُ البلادُ بظلمها
نحتاجُ هذا اليومَ مجروداً
وعمال كناسهْ


الشاعر عصمت حسان رئيس منتدى شواطئ الأدب بشامون الضيعه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى