بمناسبة عيد المرأة ٨ آذار اخترنا لكم باقة من القصائد و النصوص الأدبية بأقلام كوكبة من الكتّاب و الشعراء تحية للمرأة .
الشاعر الياس زغيب
ضَوّ خَلف الباب!
باب السَّما، ورَحم الأرض إنتِ
صبح العَوافي والزَّمان غْياب…
ألَّفت هَمّي كْتاب:
نُصّ الحِبر، لابِس حزِن، ما شاب
نُصّ الحَكي بْلا تياب…
وكلّ الشّعِر كنتِ!
… يَوم لْ مرَق عا غربتِك سِرساب،
ومِن زَهر روحِك ضلع لوَّنْتِ،
صار الزَّمن دولاب…
مِن ضَوّ سَقسَق بِالعَتم إنتِ
تكوَّنتِ
بْيوت الدّني قَبلِك مَ كَنلا عْتابْ،
ولا بْواب شَقّت جفن عَ الغِيَّابْ…
ومِن كِترما “الياريت” أنسَنْتِ
بِتراب صَوتِك فرَّخ العِنَّاب…
ونحنا اللي فينا الحِلم زيَّنتِ،
مْنِ تراب جينا وراجعين تْراب…
وحُضنِ الأرض إنتِ،
وباب السَّما إنتِ…
والعمر خَلف الباب!
الشاعر مصطفى سبيتي
الشاعرة سهاد شمس الدين
أنا امرأةٌ عربية…
وبكلّ هشاشتي أنجبتُ لكُمُ الوردَ…
انجبتُ لكُمُ الحبَّ….
وألف ألفَ ليلٍ وأغنيَّة…
وكمّاً هائلاً من الزنابقِ …
والأطفالِ الصغار…
ومئات الأعوامِ من الممالكِ والعروش الذهبية…
انا إمرأةٌ عربية…
لكنّني ما زلتُ من دونِ سقفٍ…
وحمامٍ زاجلٍ….
وما زلتُ معلّقةً على قرصِ الشمس…
متدلّية…كوردةٍ جورية…
كغجريّة…
أنا امرأة الخطايا التي لم أرتكبها بعد..
ورُجمتُ حتى الموت…
وكأنّني مريمُ المجدليّة…
ومع انّني ومنذُ زمنٍ بعيدٍ…
غسلتُ أقدام المسيحِ…
وبتحنانٍ رتقتُ ثوب أحمدٍ…
ولكنّني…
لم ألقَ في فيافي دمشقَ…
عِقداً من الياسمين…
ولم اعثُرْ في بيروتَ…
على لؤلؤتي البيضاء الزهريّة…
وزرعوني…على تخومِ العراقِ واليمنْ…
نخلةً منسيّة…
وقسموني قسمين…
قسمٌ في القدسِ يُصلّي…
ونصفٌ مِلؤهُ الصقيعُ ودمعُ العين…
وزرعوا القضبان حولي…
وكأنّني نبتةُ دُخان…
فإحترتُ لمن أغنّي في عيدي…
لطفلٍ على يدي يبكي….
أو لعمرٍ أشتهيه في أجمل الأوطان…
ومع ذلكَ…
احببتُ وتزوجّتُ من كلّ البحار والخلجان…
فإستكثروا عليَّ عِقداً من الياسمين…
ووطناً ومُلكاً وصولجانْ…
الكاتبة و الإعلامية جيهان دلّول
اذا كانت مهنة الرجل أن يصنع التاريخ ، فان مهنة المرأة ان تصنع ….الزمن !!
اليوم يوم المراة بل كل يوم يوم المراة . وكل زمن هو زمن المراة…
ألا تترعرع الأجيال بين يديها ، اليدان اللتان تختزلان دقات القلب ؟
من غير الأجيال تلو الاجيال تعكس جدلية الازمنة ، وجدلية الثقافات ، والأهم جدلية الحياة ؟
مثلما هي الاسطورة داخل الاسطورة ، والقصيدة داخل القصيدة ، هي البيت ، وهي الوطن ، وهي الملجأ الأول والأخير ، حين نكون في صراعنا اليومي من أجل المستقبل الذي يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم..
من هنا المرأة – الخلاص ، وسواء كانت الأم أم الزوجة أم الابنة ام الاخت..
التجارب أمامنا . كلمأ تألقت المرأة في مجتمع ما تألق المجتمع ، وكلما خفت صوتها ، وتضاءل دورها ، كان السقوط في الدوامة ان لم يكن السقوط في القاع..
في عيدها الذي هو عيدنا.. هل تكفي كل ورود الأرض ، كل لغات الارض ، لنقول لها.. لولاك لما كانت هناك حياة !!
الشاعرة ميريام بستاني
إذا كانتِ المرأةُ من ضلعِ رجلٍ
فقد ردَّتْ جميلَهُ حين أحبَّت..
الشاعر إيلي جبر
إلى المرأة في عيدها
مرَّة ثانية
يحدث مرتين
مرة في التلاشي
ومرة في العَود
مرة الى لقيا
وأخرى الى زود
في مدرسة الحياة
المليئة بالأشواك والورد
حدث ان تلاقينا
ولم نتلاق بعد
شعورٌ بالرهبة
من لقيا
وشعورٌ من الحنين
بَعد؟
التقينا امساً غدا بنا كلُّ الزمان
ثم التقيناً حيناً نسير
في النسيان
أأُكمل بعد …
في خلجة ثواني
في رفّة وعد …
انتِ الرائعة كلَّ معاني
ها هو قد حصل في ثواني
ولدت الهالة عمراً ثاني …
الكاتبة إكمال سيف الدين
في مجتمع ذكوري خلقت امرأة
ربما كانوا يتمنوا لو كنت صبيا …
ورغم ذلك لم افكر يوما أن اثبت للجميع اني مثل هذا الرجل الذي يفرح الجميع عند ولادته..
أعيش حياتي كإنسان أقوم بواجباتي على أكمل وجه..
ولكني أعترف بعاطفتي التي
أتهم فيها كأمرأة ..
ولن أتخلى عن مشاعري الاكثر حباً وقوة اتجاه ابنائي وأخوتي وكل من حولي ..
وكرهي ل الحروب التي يشنها الرجال بأسم القوة ويموت فيها ابنائي ..
اتجاه سياسة الرجال في العالم التي لايهمها جوع وفقر أبنائي …
فما أسوء الحياة دون مشاعر قلب …
كل عام وكل النساء قلب هذه الحياة النابض حباً ودفئا وجمال …
الأستاذ محمد نجيب جمال
” وجه القمر “
اريد ان ازرع الياسمين ، على وجه القمر .
اريد ان ارى ، اكمام الورد تتفتح بهدوء ، في رياضي لأقدمها لك ، مع اغلى الدرر .
حبيبتي عنقود ، انتجته الدوالي العوج ، لآلئ وسلاف ، نبيذ معتق لليالي السمر .
اريدها كالعريشة ، والوردة ، عطاء دائما ، لايتوقفا ،يتوضع المسك منهما مهما تبدلت العواصف الهوجاء، في ليالي المطر .
عندما تمر ، تتغير الرؤيا .
الكل يقف مرتلا ، بخشوع لامر جلل .
وتغدو اطراف العيون ، عواكف نحوها ، لاتمل النظر .
القمر دار ودار ، بزغ خلف منزلنا ، رغم الموانع ، والغيوم الحاجبة للبصر .
كل الجمال انت .
ايتها الطالعة من الروض عامودا ، من نور.
عرق مسك ولبان، واجمل الصور .
انت نشيد العصافير ، وحفيف اوراق الشجر .
وخرير السواقي ، ونغم شبابة الراعي ، في ليالي السحر .
انت الأنثى ، الام، الخالقة، سيدة ، الكون منذ آلاف السنين ، لزمان عبر .
انت الربة وآلهة كل البشر.!..
الشاعرة ديانا ياغي نصرالله
المرأة لغة الورد….
وترياق الود…
عندليب الصباحات الأنيقة…
سكون الأماسي العريقة….
دفقة من نبع الحنان….
أيقونة العمر البهيّ،وغابة زهر البيلسان…..
(كل عام وانت المرأة الواقفة في وجه أعاصير الحياة، والمواعيد التي تتبختر على نافذة الأمل ،حاملة في عنقها قداسة الصبر،ومشعل الأحلام….)
الشاعر مكرم غصوب
بعض النساء بحار
وبعض النساء أوطان
وأجمل النساء أرحام
تحبل بالألوهة
ليولد “الإنسان”…
الشاعر داوود مهنّا
أُرتّبُ وجهَ الصباحِ،
وعطر المساءْ
أرتبُ كلَّ تفاصيل هذا الزمانِ،
وأزرعُ في كل منعطفٍ قطعةً من سماءْ.
أرتب لونَ الأماني كأمٍّ تزفّ دعاءً
لتعبرَ نجمتها في الفضاءْ.
أرتب هذي الحياة لكي يصبح العيش أرقى
ويصبح كلُّ مكانٍ جديرًا بأن ترتمي فوقه
خطواتُ النساء!
الشاعرة زينب حمادة
ضحك من برّا
صرتي مراية مكسّرة؟؟
وكل يوم فيكي بينكسر مطرح؟
اصعب وجع ..ما بينقرا
عم تندبح فيكي المرا
وعم تغمري سكّين
عم يجرح ..
وما في حدا عم يلمحك
لِمْ يختنق صوتك
قومي لبسي وج الضحك
واستقبلي موتك
قناني خمر جايب معو
ودخّان
وجسمِك رغيف بيشبعو..
وجوعان.
قومي اخبزي حالك ع صاج
الوقت
وتزيّني بالسكت
وضبّي ال مرا ال بتوجعك
وتضحّكي..
ما في حكي….
خلي الجرح يرقص معك
عا هزهزة ..تخت البكي
الكاتب و الإعلامي نظام مارديني
في اليوم العالمي للمرأة
|
في البدء أقول..
كانت أول لغة اكتشفها الرجل وعلقها كتعويذة حنان على ستائر هواجسه وأحلامه وذاكرته لكي تحميه من خرس الوجود وقسوته وقحطه وبواباته المفتوحة على المجهول الموحش.
في يوم المرأة العالمي.. قبلة على جبينها، واعتذار لها على ما سلب منها من حقوق، وانحناء أمام تضحياتها الكبيرة، كأم وأخت وحبيبة وزوجة وأبنة.
أقول: تحصر ثقافتنا المجتمعية العنف ضد المرأة بنوع واحد هو العنف الجسدي، ولكن ماذا عن العنف النفسي المتمثل بمحاربة الضحیة معنویا ومحاولة إیذائها وإذلالها نفسیاً؟ وماذا عن مستجد جديد من العنف هو العنف الطائفي والإثني؟
ثمة مفارقة هي ان شریعة حمورابي، قبل ألفي سنة قبل الميلاد، تضمنت نصا يعطي الزوجة حق الطلاق في حالة عدم ترك زوجها ما يكفي لإعالتها ،او تقليله من قيمتها، أو رغبته في الزواج من امرأة سيئة الأخلاق.
لا يمكن أن تتحرر المرأة في مجتمعنا (وفي المجتمعات الأخرى) إن لم يتحرر الرجل من “داعشه” المعشعش في داخله.
وراء كل رجل عظيم امرأة.. مقولة تقليدية دالة بامتياز على التبعية والتخفي.
لم لا يقال.. رفقة كل رجل عظيم امرأة، مقولة توحي بالندية والمشاركة ليس على المستوى الإنساني والاجتماعي، بل الإسهام في صناعة المنجز المشار إليه بالعظمة.
يجب أن نؤمن بأنّ أيـة إهانة توجه الى المرأة هي في الحقيقة إهانة كبرى لنا، هي إهانة كبرى لقدسية الحياة.
كل عام وأنتِ سيدة العالمين
