أدب وفن

بغضبِِ… / نص إبداعي /بقلم الأديب نصر الظاهر

بغضبٍ

بغضبِِ
يتابعُ النهرُ مجراه في غاباتٍ القهر…
وعلى صفتَيْه يُظَلِّلُ الدفلى خُطَى العابرين..
وتُقلِعُ المراكبُ فوق عبابِ الموجِ نحو موانئَ غادرَتِ الشاطئَ تاركةً مواقدَ خاويةٍ وصمْتَ رمادٍ بارد…

وبغضبٍ
يرقبُ الموجوعون مِزَقَ أحلامِهم وقد نَتَّفَتْها أنيابُ العواصف…
يصرخون بدونِ أصوات…
يسيرون بدونِ دروب…
يتطلعون بدونِ عناوين
كإنهم جثثٌ بدونِ رؤوس…

بلغَ الطوفانُ مداه،
والمِلحُ غَرَزَ مخالبَه في عميقِ الجراح…
واللهاثُ تشققَتْ من العطش… ومع كلِّ هذا لا تريدُ القبائلُ أن تخلعَ عنها جلابيبَ الوهمِ وتخرجَ مِن فِطْرَةِ القطيعِ إلى واحاتٍ ليس فيها سوى النهار…
ليس فيها سوى شمسِ الظهيرة …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى