الأحلام المؤجلة/ أدب / الكاتب أحمد أبو ديب
الأحلامُ المُؤَجَّلَة…
الأحلامُ المُؤَجَّلَة… هِيَ تِلْكَ التّي تَعيشُها أَنْتَ مَعْ نَفْسِك… ودونَ ضُرورَةِ الإِفْصاحِ بِها لِغَيْرِكْ…
تَعيشُها مَعْ مَنْ تُريد… وَكَيْفَما تَبْغى…دونَ أَيَّةِ حَواجِزٍ أَوْ عَوائِقْ…
تَجوبُ بِخيالاتِكَ كُلَّ العَواصِم… عَواصِمَ الحُبِّ والمُجون… فَتَلْهُوَ وتَعْبَثُ كَيْفَما تُريد… وَكَما يَحْلو لَك…
أَحلامٌ لا تَحُدُّها إلاَّ السَّماء… بَلْ أَنَّها تَمْتَدُّ أَكْثَرْ… إِلى أَنْ تَصِلَ إِلى تِلْكَ الذّاتِ الإِلَهِيَّة… فَتُخاطِبُها بِكُلِّ ما تُريد… وَكَيْفَما تُريد…
تُناجيها بِكُلِّ ما يُفْرِحُ قَلْبَكَ… وَيُغَذّي روحَكَ…
تَهْمِسُ في أُذُنِها… آملًا أَنْتَ بِأَنَّها يَوْماً سَوْفَ تَسْتَجيب… وَلَعَلَّها تَسْتَجيب…
أُطْلُبوا… تَجدوا… إِقْرَعوا… يُفْتَحَ لَكُمْ… صَلّوا… ولا تَمَلّوا…
فلا تنسى ذاكَ كُلَّهُ… أَيُّها الإِنسان…
إِحْلَمْ كَما يَحْلو لَكَ… ولَكِنْ تَذَكَّرْ… بِأَنَّ أَحلامَكَ كَيْ تَتَحَقَّق… عَلَيْها أَنْ تَخْلُوَ مِنَ الأَذى…
الأَذى لأَخيكَ الإِنْسان… لِجارِكَ القريب… وصديقَكَ البعيد…
كُلُّ ذلكَ لو التزمتَ بِهِ… لَجاءَتْكَ أَحلامُكَ راكِضَةً… فاتِحَةً لَكَ ذراعَيْها… فَرِحَةً بِلِقائِكَ… مُقْسِمَةً لَكَ بِأَنَّها لَنْ تُفارِقَكَ… قاطِعَةً على نَفْسِها عَهداً للوفاء…
فَهَلْ كُنْتَ وَفِيّاً لِنَفْسِكَ… كَيْ لا تَغْضَبَ… إِذا ما صَحَوْتَ يَوْماً… فَوَجَدْتَ بِأَنَّ أَحلامَكَ قَدْ فارَقَتْكَ… بَلْ غادَرَتْكَ… إلى غَيْرِ رَجْعَة؟
فكونوا أَوفياء… أَو حاوِلوا أَنْ تَتَعَلَّموا الوفاءَ… وصونوا العِشْرَةَ… على الأَقَلّْ…