أدب وفن

أزمة مشروعية السلطات السياسية /رأي / د. محمد مسلم جمعة

أزمة مشروعية السلطات السياسية :


نحن نشهد اليوم في كل مكان أزمة السلطات السياسية التي يتم التوصل اليها أكثر فأكثر ,اما عن طريق الانقلابات العسكرية أو الاجراءات الشكلية الفارغة ,
ان استكشاف تاريخي لأسس السلطة في الاسلام لايمكنه اهمال الوضع الراهن , ولهذا من المهم أن نفكر ومفيد التفكير من جديد بكل موقع وبكل مرحلة من مراحل التطور من أجل تبيان حدودها أو عدم مطابقتها للواقع وصحتها .
ان كل سلطة تجد نفسها بحاجة لتبرير شرعيتها ,بل هي تذهب الى أبعد من ذلك ,انها تنظم نوعا من المسرحية السياسية من أجل نشر وتعميم الوهم القائل بأنها تنتج الحقيقة وتحميها ,لهذا السبب نجد أن السلطة قد استندت زمنا طويلا في الماضي على الدين الذي كان يمثل الحقيقة المطلقة التي تفرض نفسها على الجميع ,واذن على السيادة العليا التي تجعل السلطة السياسية مقبولة من كل البشر.ان الدين نفسه يختلط بالماضي الجماعي المبلور على هيئة تراث وعلى هيئة أعراض أو تقاليد …ثم على هيئة مستودع احتياطي للصور والرموز ونماذج العمل انه الماضي الجماعي يتيح توظيف التاريخ للنماذج والمجعول مثاليا والمركب والمعاد تركيبه بحسب الحاجة في خدمة السلطة السياسية الموجودة الراهنة ,هذه السلطة تحافظ على امتيازاتها عن طريق الاخراج المسرحي لتراث محدد
من هنا تتعدد النماذج والمقدسة ,بجماعاتها والتي تريد فرض نموذجها ولو كلف ذلك الكثير من سفك الدماء ,ولا مشكلة في ذلك مادامت مقتنعة بحقها المقدس .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى