مالــي أرى بَيــروتَ تــذرفُ دامعـة/ بقلم الشاعر خليل حمادة
مالــي أرى بَيــروتَ تــذرفُ دامعـة
ونشيجُهـــا بلـــغَ السمـــاءِ السابعـة
وكـأنَ جـوعــاً مــسَ مُرضعـةَ الإبــا
أوّاهُ كيـــف تــــدُرُّ تـلك الجائعـةَ !؟
أم عينُ سـوءٍ قـد أصابـــت حُسنهـا
يـــاربّ فـافلَـقْـهــــــا بنَبْـــلٍ نازعـة
بَعْـــد المعــــزةٍ والحــــلاةِ بِطعمــها
بنـتُ الـــدَلالِ اليـــومَ مُـــرّاً جارعـة
قيلولــةً مـــن حــرِّ جلــدٍ لـــم تُقِــل
و تبخَـــــر الظّـــلّ الظليــل للاسعـة
بات الهـــواءُ مقننـــاً فــي صــدرهـا
ومحطـة البنـزينِ أضحـــت جامعـة
أسعـارُهـــا حُمـــى تذيــــقُ نديمهــا
تَشكو ارتفاعـــــاً والحــرارةِ والعـــة
المــــاءُ كالنــــارِ السعيـــر بحلقهـــا
وتفــــزُ ليــلاً مـــن سنـــاهــا فازعـة
،
كيـداً يُـــرادُ بأهـلهـــــــا ويُــــرادُ أن
يحنـو الـرؤوس ويُخضعوها راكعـة
الأرزةُ الشمّــــاءُ لــــن ترضـى الـونى
لن ترتضي غيــر الرواســي اللامــعة
أنــتِ المنــارةُ والحضـــارةُ والهــدى
ستظلّ شمّسُك فـي العروبةِ ساطعة
يازهــرةً في الشَــــــرقِ تبقـى دائمـاً
فواحــــةً حتــــى تحيـــــنَ القارعـة
بيــروت لا تخشــي هبـوب الفاجعـة
فالضحكـــةُ الأولـى بعينـــك راجعـة