أدب وفن

“صدر الحكم بإعدامه رميا بذات الحياة ” /قصة قصيرة / بقلم الأديب المحامي ماهر عبدالله

صدر الحكم باعدامه رميا بذات الحياة …!!!

ضاقت به السبلُ …سلطة مارقه تجتر خطاباتها كمن يحاضر بالأموات. أسوأ فراعنة العصر ، لا يرون ولا يسمعون ولا يشعرون . فقرر الرحيل .
وجد ان الإتجاه شرقا أوشمالا لا ينفع، فمن خلف الحدود نزح بعض شعب إلينا ولا يزال .
ألإتجاه غربا ، بحر غدار ، وصورة الطفل ايلان يحتضن الموت على الشاطئ لم تزل بالذاكرة … الإتجاه جنوبا مستحيل لوجود عدو متعته قتل الأطفال والأنبياء ..
وعاد يسأل نفسه ، الى اين الرحيل ؟؟
الى الغرب ؟ ذلك دونه عقبات وعراقيل .. اذا ، لم يبقَ الا الرحيل الى العالم الآخر ، وقرر الصعود إلى السماء فرُفِضَ مسعاه وقيل له عليك اولا ان تدفن في الأرض ولو حياً .. باشر بحفر قبره ، فألقي القبض عليه بتهمة محاولة حفر بئر ارتوازية دون ترخيص ..
عند التحقيق معه ، أجاب على التهمة المنسوبة إليه بالتالي :
“الجوعُ كافرُ والمُجوِّعُ أَكْفَرُ”
ونَضُبَ الحبر من قلم المحقق..
عندها تبرع المتهم بتكملة المحضر بدموعه ، فقال له المحقق : الدموع لا تقرأ ، فأجابه المتهم:
لكن الله يشعر بها ..
وبعد التحقيق ، صدر الحكم باعدامه رميا بذات الحياة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى