أدب وفن
نصوص إبداعية/ بقلم الشاعر نصر الظاهر
…عند آخر النفق
بِضْعُ زهَراتٍ مِن الأقحوانِ والنرجسِ والياسمين، لم تُقلقْها الخرائب،
ولم ينلْ منها اليباس، بقيتْ تقاوم دخانَ الحرائقِ بعطرِها الأبدي…
وبضْعُ شجراتٍ من الزيتون والسنديان جذورُها متشبثةٌ بالتراب،
تجابِهُ وحيدةً أنيابَ الإعصارِ وعويلَ الزلازل، وتبحرُ بصمود في قهر الزمن…
نخبةٌ من الرجال
صانوا بحكمةٍ ووعيٍ ونقاءٍ حضورَهم في الوجدان العام هم أوتادُ وحبالُ وغطاءُ خيمتِنا الأخيرة وما تبقَّى لنا من حروفِ الأملِ المضاءةِ في أقاصي الروح…
ولو لم يَبِنْ آخرُ النفق…
………………………………………………..
لم يَعُدْ لي فوق هذا السريرِ المُعفَّر بالذكرياتِ سوى ما خلَّفَتْه الدروبُ وأشواكُها مِن غبارٍ ووشمٍ قديمٍ لِحِنَّائِها فوق كَفِّي النحيلْ…
ولا زلتُ أعدو بحمْلي وحلمي وتعدو أمامي وخلفي وفوقي شموسُ نهارٍ عِذابٍ تضيئُ دروبي كأنْ ليس في رَحْلِها موعدٌ للأصيلْ…
…………………………………………………