منذ مدةٍ أقاوم الكتابة عنك.. لم أكن أريد شيئاً يوثق غرقي؛ حتى إذا ما يوماً التفتُّ فلم يبللني سوى جفافك.. هان عليّ الأمر وابتلعتُ بكبرياءٍ خيبتي.. ما أرغمني أنك بطريقةٍ ما كتبتني..وكان لا بد للحرف أن يتسع لك.. بطريقةٍ ما استطاعت يداك الصلبتان أن ترفعاني جسراً خشبياً فوق هذي المقتلة.. بطريقةٍ ما كنت شعاعاً اخترق عزلتي كي يصل بي براً جديداً.. لم يكن ما حدث سوى أحد السبل في درب اقتراننا.. لكأنك نسختي من الذكورةِ والمغامرةِ والشجاعةِ واليأس والتخفي.. لكأنك صنيعُ خيالي ونحتٌ محكمٌ من ابتداعي.. لا أملك تفسيراً لكل هذا الحزن يسير رويداً على قلبي.. لا أملك تفسيراً لكل هذا الخفقان أمام صورتك.
أريد القول بأن هذي الصحراء في عينيك لا تزال تلوّح لي بخصبك المدفون.. أريد القول بأن تقاطعنا في الزمن الخاطئ ليس إلا توازياً خبيثاً يقتات مني.. أريد قول الكثير مما لم تفلح عيناي في قوله في التفاتةٍ أخيرةٍ إلى نعيمك الذي ودّعت.. قبل أن أهبط درجاً قادني إليك سحابةً من ال(لَوْ).
زر الذهاب إلى الأعلى