قراءةد.جوزيف الجميّل في كتاب “سراج العشايا” للأديب سليمان يوسف ابراهيم
الدكتور جوزيف ياغي الجميل
سراج الوفاء
(قراءة في كتاب سراج العشايا، للصديق الأديب سليمان يوسف ابراهيم)
سراج العشايا..كتاب جديد للصديق الأديب سليمان يوسف ابراهيم، من إصدار أفكار اغترابية، للأدب الراقي.
إنه، باختصار، كتاب يغري بالغوص فيه حتى جذور الصمت.
والصمت مفتاح الحبر، ونور لجين الحب الرحب.
وغصت فيه، كما غاص النؤاسي في خمرة النشوتين: القصص والتعليقات.
قصص تحت نور سراج في المحبسة الإبراهيمية.
لكل قصة حكمتها والرموز. وكانت التعليقات أشبه بالبخور اليتصاعد من معبد الحب الإبداعي.
قصص تروى في عشايا الحرف المرصود، على ضفاف غربتين: زمانية ومكانية. والغربة الأدهى والأشهى تمثلت في سقوط المرساة، من القارب السندبادي، على جبل التوباد.
قصص العشايا مستقاة، من مجموعات قصصية للأديب الدكتور جميل ميلاد الدويهي. يجمع بينها الروح الإنسانية العصية على الانكسار، في عالم فقد إنسانيته،. وسيطرت عليه المدنية المتوحشة. فحاولت القراءات السليمانية أن تقرأها على ضوء سراج ديوجينيّ السمات. فكان الكتاب رسالة حملتها أمواج المحيط، بين عنايا القديس شربل، صاحب السراج الذي أضاءه بالماء، وسيدني الناسك الدويهي الذي حمل الهمّ الإنساني على كاهله، كصخرة سيزيف، ولم يتوانٗ يوما عن رفعها من جديد، إيمانا منه بأن الشعلة يجب أن تبقى مضاءة، وأن السراج المشتعل بماء الوفاء، يجب أن يبقى على المنارة، فلا يوضع تحت المكيال.
حكايات حملها الحزن، في عشايا الفرح الموؤود، لتتبوأ عرش النغم المرصود، فأضاءت قلوبنا والضمائر، وأكدت أن الناي لن تذوب روحه في نار الأحقاد والأنانيات الخرقاء.
سليمان يوسف ابراهيم، أيها الناسك في صومعة النور الأنقى والأبقى، عميقة ألسنة سراجك، في خلجات عشايانا المقمرة بأنجم البهاء. والأعمق منها شظايا الحنين التي غاصت في مدارنا الجريح بالغربة وأشواق الوفاء.
مبارك إصدارك الجديد، يا صديقي،
مبارك اللقاء بين الحب والحبر، في رحاب العشايا الدويهية العرفانية، تتلألأ فخرا كأهداب الأرز الإهدني الأبي، وترسم خطوطا متوازية بين ضفتي الوطن والغربة، ناحتة، بأحرف من نور، شرائع خالدة لمدينة القيم الدويهية. وللقارئ الأفلاطوني أن يستضيء بأنوار مدينة فاضلة لا تطفئها رياح، ولا يسلب كنوزها لصوص؛ لأنها أبد الدهر، في قلب الله.
د. جوزاف ياغي الجميل