بقلم:الدكتور احمد فهمي
الاسلوب:
كتبت الرواية باسلوب طريف مشوق خاص بالامين السعيدي الذي قطع مع الموروث الادبي العربي والنمطية المعتادة في الادب ،اذ هو اسلوب بسيط لا يشوبه تعقيد بارقى وسائل الفكر فالكاتب متشبع بالفلسفة،متعمق في النظريات الادبية،ينهل من علم النفس وعلم الاجتماع وشتى المعارف حتى كان اسلوبه يتراوح بين الاخباري والتأريخي بسرد مشوق ووصف ممتع وحوارات فلسفية شيقة،كما أن الأمين السعيدي يترك مسافة بين الراوي والشخصية حتى لا نكاد نعثر على الكاتب في النص فالرواية تبدأ برحلة وتنتهي برحلة وبين الرحلة والرحلة امتاع وتشويق واثارة زادتها جمالية اللغة تشويقا ومتعة…
اللغة:
لغة الأمين السعيدي في رواية”مدينة النساء” هي لغة عاشق للعربية والتوليد فيها اذ نراه يشتق الكلمات المهمة والمنسية فيصنع منها عالمه الخاص فيتورط القارئ في الرواية فيعيد القراءة تلو القراءة ليجد نفسه بين القضايا واللغة المتجددة في عالم الجمال والسحر والامتاع،بل أن الرواية تؤنسك تنسيك المتاعب،رغم كثرة القضايا والعنف والمشاكل المطروحة فيها…
فالى جانب متعة السرد تجد نفسك منشد الى خيال الكاتب الذي يحسن جيد قراءة الواقع التونسي والعربي فيقدم البديل وهو عالم الإنسانية والحياة والسعادة…
الحبكمة القصصية:
الرواية متينة البناء،احداثها متسلسلة ومترابطة،شديدة التشويق والاثارة اذ تدفعك دفعا الى التعاطف مع بعض الشخصيات وكره اخرى فالامين السعيدي يفصل الشخصية ويعلم باطنها اذ يجعل الخير والشر يتصارع فيها الى ان ينتصر احدهما عن الآخر فشخصية”عبودة”تتراوح بين هذه الثنائية الى ان انتصر الشر فيها وشخصية “رباب”كذلك تغلب فيها الشر على الخير”أما الشخصيات”صفوان” “فاطمة”؟ “زهور”فقد انتصر فيها الخير
ولو لا الشخصيات التي تغلب فيها جانب الخير على جانب الشر لفسدت الحياة وعم الفساد وغاب العدل
يفاجئ الأمين السعيدي المتقبل في كل حين اذ يكذب توقعاته لما سيحدث…
مدينة النساء رواية ثائرة على كل قديم،عرضت المهمل والمنسي تماما فكانت استثناء في الرواية العربية المعاصرة.
مدينة النساء هي الرواية الرابعة في رصيد الأمين السعيدي بعد رواياته:”ضجيج العميان و”المنفى الأخير”و”ظل الشوك”
والروائي الأمين السعيدي هو عضو اتحاد الكتاب التونسيين وعضو قار بمؤسسة حقوق المؤلفين التونسيين،من مؤسسي النادي الادبي الطيب الجمازي بالعاشورية تونس وهو استاذ لغة واداب عربية بالمعاهد الثانوية
