قصيدتان لإميلي (جين) برونتي-مع النص الأصلي ترجمة وتقديم ماجد الحيدر

إميلي (جين) برونتيBrontë, Emily (Jane) (1818-1848) : شاعرة وروائية إنكليزية. ربما كانت إميلي أعظم الأخوات برونتي الثلاث (شارلوت وجين وآن) لكننا لا نعرف عن حياتها إلا النزر اليسير، إذ كانت في الغالب متحفظة كتوما ولم تترك مراسلات ذات أهمية، كما أن روايتها الوحيدة “مرتفعات وذرنغ” لا تلقي إلا مزيدا من الغموض على حياتها الروحية.
تلقت إميلي – كشأن شقيقاتها- تعليما مدرسيا تخللته دراسة خارجية غير منتظمة . في عام 1845 نشرت الشقيقات مجموعة شعرية مشتركة بأسماء مستعارة ولم يبع منها سوى نسختان. غير أنهن فاجأن الأوساط الأدبية بنشرهن ثلاث روايات عام 1847: “جين آير” لشارلوت، “مرتفعات وذرنغ” لإميلي، و”أغنز غراي” لآن. ورغم أن رواية شارلوت لاقت نجاحا فوريا هائلا فإن النقاد لم يستقبلوا رواية إميلي استقبالا حسنا فهاجموها باعتبارها شديدة الوحشية والبهيمية وخرقاء في بنائها. غير أن الآراء اللاحقة عدتها واحدة من أعظم الروايات في تاريخ الأدب الإنكليزي وتختلف إميلي عن شقيقتيها بعدم الاستفادة من تفاصيل حياتها الخاصة أو المصادفات المبالغ فيها وكون مشاهد الأحداث محدودة وقلة عدد الشخصيات التي تتحرك بدوافع عميقة وبدائية من الحب والكراهية حتى تصل الى نهاياتها المنطقية. وأميلي برونتي تميل في شعرها الى الغموض والصوفية والتساؤلات العميقة عن طبيعة الحياة ومغزاها.عانت إميلي بعيد نشر روايتها تدهورا سريعا في صحتها وأصبحت تقاسي آلاما شديدة وصعوبة في التنفس وما لبثت أن فارقت الحياة بمرض السل أواخر عام 1848.
أواجَهُ بالتعنيفِ
أواجَهُ بالتعنيفِ كثيراً
لكنني أعودُ دوماً
الى تلكَ المشاعرِ الأولى التي وُلِدَتْ معي
وأهجرُ السعيَ المحمومَ للثروةِ والمعرفةِ
نحوَ أحلامٍ عقيمةٍ بأشياءَ لا يُمكنُ تحقيقُها.
اليومَ لن أقصدَ الأقاليمَ الظليلةَ
فاتّساعُها الموهِنُ يفاقِمٌ الحزنَ
والرؤى التي تنهضُ جحفلاً بعد جحفلٍ
تُدني الى حدٍّ عجيبٍ
هذا العالمَ الموهومَ
سأمشي ولكنْ ليسَ فوقَ آثارِ الخُطى البطوليّةِ
ولا مسالكِ الخلقِ النبيلِ
ولا بينَ الأوجهِ النصفِ الواضحةِ..
تلكَ الأشكالَ الغائمةَ لتاريخٍ غابرٍ قديم
سأمشي الى حيثُ تقودني طبيعتي أنا
وإنّها لتدفعُني لاختيارِ دليلٍ آخرَ
الى حيثُ ترتَعُ القطعانُ الرماديةُ
في الوديانِ الصغيرةِ التي يغمرها السَّرخَسُ .
الى حيثُ تنفخُ الريحُ الجَموحُ بوجهِ الجبلِ
هذه الجبالُ الوحيدةُ
ماذا بوسعها أن تكشفَ ؟
مجداً أعظمَ وحزناً أشدَّ مما في وسعي إحصاؤُهُ .
والأرضُ التي توقِظُ الإحساسَ بقلبِ إنسانٍ واحدٍ
قادرةٌ أن تكونَ مرتكَزاً
بين عالمَينِ … من جَنةٍ ونار
الرواقيُّ القديمُ
الثروةُ مزدَراةٌ بعيني
والحبّ أراهُ بعينِ الاستخفافِ
وما شهوةُ المجدِ غيرَ أضغاثِ أحلامٍ
زالتْ مع الصباحِ.
وإذا صَلَّيتُ فما من دعاءٍ على شفاهي إلا :
“ذَرِ القلبَ الذي أحملُ بينَ الضلوعِ
وامنحني الحريةَ”
نعم ، وإذ تدنو أيامي المسرِعاتُ لغايتِها
فهذا كلّ ما أرجو :
روحاً طليقاً في الموتِ والحياةِ
وشجاعةً على الاحتمال.
Emily Bronte
Often rebuked, yet always back returning
Often rebuked, yet always back returning
To those first feelings that were born with me,
And leaving busy chase of wealth and learning
For idle dreams of things which cannot be:
To-day, I will seek not the shadowy region;
Its unsustaining vastness waxes drear;
And visions rising, legion after legion,
Bring the unreal world too strangely near.
I’ll walk, but not in old heroic traces,
And not in paths of high morality,
And not among the half-distinguished faces,
The clouded forms of long-past history.
I’ll walk where my own nature would be leading:
It vexes me to choose another guide:
Where the gray flocks in ferny glens are feeding;
Where the wild wind blows on the mountain side.
What have those lonely mountains worth revealing?
More glory and more grief than I can tell:
The earth that wakes one human heart to feeling
Can centre both the worlds of Heaven and Hell.
للاستماع الى القصيدة:
http://www.youtube.com/watch?v=y8QYkTyDEBU
Emily Bronte
The old stoic
Riches I hold in light esteem,
And Love I laugh to scorn;
And lust of fame was but a dream,
That vanished with the morn:
And if I pray, the only prayer
That moves my lips for me
Is, “Leave the heart that now I bear,
And give me liberty!”
Yes, as my swift days near their goal:
Tis all that I implore ;
In life and death a chainless soul,
With courage to endure.
الاستماع الى القصيدة
