حين يتكلم الأدب و الشعر مع الموت…!!!


ترجمة و اختيار سمية تكجي
المصدر : canaltrece.com
الموت مادة مهمة و ملهمة طالما شغلت فكر و أدب الشعراء و الأدباء حول العالم …من منا لم تقلقه هذه الفكرة ؟ من منا لم يتساءل ماذا بعد الموت ؟منذ بدء أولى الكتابات الأدبية و الى يومنا هذا ، ما زال الموت يسجل حضوره في الشعر و الرواية و العبارات ….، من منا لا يخشى و لا يثير فضوله هذا الإنتقال ؟هل الموت فخ ؟
نحن الأحياء من نعيش مسجونين في حياة تبدو انها تميل للتبدد عند الفقد …!!!
سنتشارك هذه المجموعة من ال” لماذا” ماذا يحدث في لحظة موتنا؟ هل هناك ما هو أبعد من الموت ؟ هل هناك ما يصطلح على تسميته موت في حياة ؟
عبارات و آراء بعض الأدباء العالميين حول الموت
خورخي لويس بورخيس.
هذا الكاتب الأرجنتيني الكبير كتب الكثير من قصص الفانتازيا، لكن هناك قصة له سوف نستعرضها :
من قصة ” حوار حول الحوار “
منصرفون في التفكير في الخلود …تركنا الليل يهبط من دون أن نضيء الأنوار…لا يرى أحدنا وجه الآخر . بلا مبالاة و عذوبة مقنعة أكثر من الحماسة . صوت ماسيدونيو فرنانديز يعلو و يقول …الروح خالدة ثم يردف مؤكدا أن موت الجسد هو شيء ثانوي و أن الموت للإنسان هو الشي الأكثر تفاهة الذي يمكن أن يحدث له . انا كنت العب بسكين ماسيدونيو، افتحها و اغلقها ….الأكورديون المجاور يرسل موسيقاه إلى ما لا نهاية … هذا الحشيش الفظيع يعجب الكثيرين، لأنهم كذبوا عليهم و قالوا انه قديم …انا اقترحت على ماسيدونيو أن ننتحر…كي نتناقش من دون عائق . -A
- ساخرا : اعتقد ان في النهاية لم يتم حلها…- z
-(بغموض كامل) بصراحة ، انا لا أتذكر اذا كنا قد انتحرنا في تلك الليلة- A
الكاتبة الأرجنتينية اليخاندرا بيرسانيك
هذه الكاتبة التي أنهت حياتها، فعلت الأمر نفسه مع اشعارها….وجدوا بعد انتحارها هذه الأبيات: لا أريد الذهاب …الذهاب أبعد…إلى القاع…و سوف نستعرض قصيدة من كتاباتها كي نسمع بوضوح، همسها الأدبي الذي كان يناديها لتكون قريبة من الموت .
ربي
هذا القفص تحول إلى عصفور
و بدأ يطير
و قلبي أمسى مجنونا
لأنه يعوي للموت
و يبتسم خلف الهواء
لهلوساتي
ماذا أفعل أمام الخوف
ماذا أفعل امام الخوف
الآن لا يرقص الضوء في ابتساماتي
و لا حتى الفصول قادرة ان تحرق اليمام في أفكاري
يداي تعرت و ذهبت نحو الموت
تعلم الحياة للأموات
إلهي
الهواء يعاقب كياني
خلف الهواء ثمة وحوش تشرب من دمي
هنا الكارثة
هي ساعة الخواء الذي ليس بخواء
هي اللحظة الذي نضع فيها قفلا للشفاه
نسمع الملعونين يصرخون
أتأمل أسمائي مشنوقة في العدم …
فرجينيا وولف
الكاتبة البريطانية التي تعتبر رمزا للنسوية و التي في النهاية تخلصت من حياتها انتحارا ، عانت في حياتها من عدم استقرار عاطفي و حاولت الانتحار عدة مرات ….و ذلك بسبب الصدمات و المعاناة و الاستغلال الذي تعرضت له في حياتها …موت انها و هي ما تزال صبية صغيرة ثم ماتت اختها…كما أنها تعرضت للإغتصاب من قبل اخويها من أمها(من زواج سابق) …
تركت الكثير من العبارات :
“دماغها كان في حالة سليمة، من الأكيد أن الذنب هو أن العالم لم يكن قادرا على الإحساس “
“كل انسان يحمل ماضيه مقفلا في داخله، مثل الكتاب الذي يحفظ صفحاته في الذاكرة، اصدقاؤه فقط بإمكانهم أن يقرأوا العنوان”
ماريانا انريكيس
“صاحبة كتاب ” احد ما يتمشى على قبرك “إنه كتاب يكشف القبور و يتكلم مع الموت ،يسافر و يتحدث مع الحكايا و خلفها حيث هؤلاء الذين عرفوا الموت ، باكرا أو تأخروا. هذه الكاتبة تفتح أحاديث طويلة مع الموت و تغازله دون أن تطلب منه أن يصطحبها معه في سفره، تأسر السحر و الغموض من الإغراق في المادية تنقلا بين عالم يشعر به و رغبات تم استحضارها بالكلمات .
مقتطف من كتاب ” أحد ما يتمشى على قبرك:
كم جميلة هذه المقابر، أحس عندما انظر من شباكي الصغير انها سماء رمادية ، أن صديقتي باتريسيا تنام إلى جانبي ، و انا أقرأ بوضوح المرثية التي تعلو قبرها….أرى و أقرأ بوضوح الإسم و التاريخ …و يتناهى إلى مسمعي صوت يقول : كنت…. ذهبت . على الأرجح لا أحد يعرف إسمي. لكن يحدث احيانا أن يتذكرني أحدهم…ص ٢٧٠”