دعاءُ الإنتخابات/ بقلم الشاعر د. نزار دندش
دعاءُ الإنتخابات
ربّاهُ إني ارتمي في أحضانِكَ أكثرَ من أي وقتٍ مضى إسوةً بباقي المواطنين الحائرين الخائفين الجائعين المحرومين المُضطهدين الزاهدين بحياة الدنيا في هذا البلد الحزين!
رباه وجّه لي بصيرتي في هذا اليوم الذي سأحاسبُ نفسي بعده عما فعلت . اللهم اهدني ودلّني على اسم المرشح الذي يستحق صوتي في هذا اليوم العظيم !
ربّاهُ إني أشعرُ اليوم وكأني في امتحان القبرِ ورهبة الضمير . هناك أُسألُ ماذا فعلت وماذا ارتكبت ، وفي صندوقة الاقتراع أُسألُ عما سأفعلُ وعما سأرتكب وعمّن سأختار ! أشعر ان في اختياري ما قد يُسَبِّبُ البلاءَ للآخرين او ما قد يساهم في إنقاذ المبتلين !
رباهُ ان هذا الامتحان صعبٌ جداً ولا يشبه امتحانات المدارس والجامعات ، فهناك جوابٌ واحدٌ صحيحٌ وأجوبة خاطئة كثيرة أما هنا فيختلط الحابل بالنابل ويدخل في نفس اللائحة الفصيح والمراهق والمغامر والقبيح ولا نجد الجواب الصحيح ؛ هناك نختار بين الابيض والأسود وهنا نختار بين الأسود المطلي بالسواد وبين من لم يكتمل سواده بعد !
رباه ساعدني وفتّح بصيرتي فقد اندم اذا اخترت وقد اندم اذا رفضت الاختيار .
رباه لا تسامحهم فقد حيّرونا على الدوام ، واليوم يحيروننا أما صناديق الاقتراع !
رباه ان من يدعون تمثيلك قد نزلوا برموزهم الى ساحات المعركة الانتخابية بكل ديمقراطية وحرية ضمير … لكن حاشا ان يمثلك أحد ولو كانوا فعلاً يمثلون لما كانت توجهاتهم مختلفة وأصواتهم متناقضة وأهواؤهم متضاربة فلا نعرف من نسمع وبمن نهتدي ومن نطيع ، فهل يُعقل ان يكون الناطقون باسمك يحملون اختاماً متناقضة ومتناحرة ، ام ان اختامهم مزورة ؟!
رباه اريد ان أسألك : هل رشوة الانتخابات حلالٌ ام حرام ؟! وهل من يرشون بكمشة مما يسرقون سوف يحاسبون علماً بأنهم يدّعون بأنهم في ذلك يساعدون الفقراء كيلا يجوعون !
ويا ليتهم يجوعون ! ويا ليتهم يدركون ماذا يفعلون !