أدب وفن

شمس / بقلم الكاتب و القاصّ محمد حسين


تفتحُ الشّمسُ ثغرَها عندَ خروجِ الفجرِ من عباءةِ الّليلِ ،
تطبعُ صورتهَا على وجهِ الصّباحِ الحالمِ بقطعةٍ من رغيفِ الخبزِ ،
‏تُشعِلُ ما تبقّى من لفائفِ تبغي
‏وتغرقُ خلفَ زجاجِ الغيومِ.
‏ تخلعُ أبوابَ سنابلِ قمحي في المساءِ
‏ وتتهيّأُ لمعانقةِ آخرِ فصولِ حقولي ..
‏ ترافقُ ضحكاتِ ظلّي في الشّوارعِ الصّاخبةِ،
تمسحُ دموعي عن نوافذِ الوداعِ وتنتظرُ ..
‏تقبضُ على أضلعِ الرّيحِ في المكانِ
‏ عندَ التقاءِ عطرِ المسافاتِ ،
‏تغطّي بأصابعِها صمتَ روحي وتغفو فوقَ أريكةِ الّلقاءِ.
‏تفتحُ كفيّ المشتهى الذي أطبقتْ جفونهُ على أوراقِ الأسئلةِ المتكسّرةِ …
‏توقدُ حرّها في فنجانِ قهوتي وتتركُني أعاتبُ الغيابَ.
‏تركضُ خلفَ سحائبِ الغيومِ، تخطفُ نظرةً من جسدي الممددّ فوقَ نسائمِ الحنينِ.
‏تنهضُ،
تصعدُ سلّمَ الكلماتِ، توزّعُ أوراقَ القصيدةِ الحمراء لبائعي الجرائدِ ،
تقطفُ رياحينَ من حديقة القلبِ
وتزرعَها في تربةِ الانتظارِ.
‏ أنا لم أرَ شيئاً لكنّي سمعتُ صوتَ امرأةٍ يشبهُ لون الشّمسِ..

كاتب و قاص فلسطيني- سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى