بيكاسو …الشاعر الضالّ/ترجمة و اختيار سمية تكجي

“لا احد يعرِّف عن بيكاسو بانه الشاعر الضال إلا بيكاسو نفسه ، الكثير من الخبراء في الفنون و الأدب يصفون قصائده و كأنها ملاحظة في أسفل اللوحة و شرحا يجعلنا نفهم لوحاته بشكل أفضل “
أبصرت النور عشرات من النصوص لبيكاسو كتبها بين عام١٩٤١ و ١٩٤٢ و لم ينشرها و قد حافظت عليها طول حياتها حبيبته دورا معار DORA MAAR
بيكاسو رسَّام من بين الرسامين الأشهر في العالم غبر التاريخ ، اظهر منذ شبابه حبا بالأدب و الكلمات و قد كان يملأ لوحاته و أعماله الفنية بالكلمات شيئا بقي نوعا ما غير متداول نظرا لطبيعة بيكاسو التصويرية
من أقواله /لو كنت صينيا لكنت كاتباو رسمت لوحاتي بالكلمات
كما قال ايضا/ بإمكاننا أن نكتب لوحة بالكلمات و كما بإمكاننا أن نلون الأحاسيس في قصيدة و قد باح يوما لصديقه روبرتو اوتيرو/انا في أعماقي أشعر أنني ” شاعر ضال”.

سنة ١٩٣٥ ، بيكاسو و بسبب معاناته من أزمة شخصية ،و هي قطيعته مع خوخلوفا، زوجته منذ ١٩١٨ ، غيَّر اتجاه عمله الفني و بدأ بكتابة الشعر ، و قد قامت أندريه برايتون بنشر نصوصه الأولى في كتاب تحت عنوان “دفاتر الفن” و قد كرسته كشاعر متكامل يكتب و يرسم بنفس مستوى الجودة ، من واقعه المباشر ، بيكاسو يتوسع في قصائده و لا يعتمد الترقيم ، يلقي فيها بشكل فوضوي و متشنج مواضيع كالحب ، الوقت ،الأكل ، مصارعة الثيران.

معرض بيكاسو في برشلونة( الذي ستبقى ابوابه مفتوحة حتى شهر آذار و قد بلغ عدد الزائرين حتى كتابة هذه المقالة إلى ١٢٧،٠٠٠ زائر )سيعرض في ندوته المخصصة لبيكاسو الشاعر ،لهذا الجانب الإبداعي الذي هو أبعد من الفرشاة و أدوات الرسم و التلوين و الأزاميل….
كما يحصل في كل معرض و ندوة عندما تكون مناسبة لنشر و عرض نصوص تنشر للمرة الأولى لأحد العظماء،، فإن هذه الندوة لبيكاسو سيتم نشر ١٥ قصيدة من أصل ثلاثين كتبها بين ١٩٣٦ و ١٩٤٢ على الآلة الكاتبة مع وجود واضح للتصحيح .
فكتوريا كامباليا الناقدة الفنية العريقة و المتخصصة في كتابة السيرة و حياة للعظماء قالت : لقد تمت دعوتي إلى بيته للزيارة من قبل الورثة ومن قبل دورا معار و قد اهدوني ثلاث قطع من ثيابه ، و ملفا ممهورا بإمضائه/بيكاسو.

و قد كتبت كامباليا بعد لقاء مع دورا و السؤال بعمق عن حياة بيكاسو، سيرةََ غنية من أجود ما كُتب عن حياة بيكاسو و قصة مع دورا معار، ف دورا لم تكن مجرد حبيبة بل هي شريكة الحياة و الفن ، ف دورا لم تقم فقط بتصوير عملية الخلق و تدرج الإبداع في تحفة غرنيكا فحسب، بل قامت آنذاك باستئجار شقة في شارع غراندز اوستين كي يتمكن بيكاسو من رسم هذه اللوحة العظيمة .
ماري برناداك هي الخبيرة في نتاج الرسام الأدبي، نشرت في عام ١٩٨٩ “بيكاسو يكتب” ، بالنسبة لها فإن قصائد بيكاسو تجعلنا نفهم لوحاته بشكل أفضل . و أردفت : “فإنه عندما يكتب يكون في طور تعداد الأشياء ، و عندما يرسم فإنه يصورها “
برناداك تؤكد أن دورا نهار حبيبة بيكاسو طلبت منها أن تضمِّن القصائد غير المنشورة في ألف باء بيكاسو ” بيكاسو الشاعر” الذي يعرض في ندوة برشلونة ، وهي قصائدمررها لسكرتيره خايمي سابارتيس و عملت لاحقا دورا معاار على تصحيحها، و من مميزاتها انها كتبت بكثير من الخصوصية و كثير من الحب و عندما ستكون في ندوة باريس ستكون المرة الأولى التي تنشر فيها.
المصدر / EL PAÍS