أدب وفن

وطن / بقلم الكاتبة رامة ياسر حسين

رامة ياسر حسين – كاتبة فلسطينية

وطن
أشبَه بالجُنون
هُيام ربّما شغف
هو حبٌّ وحبيب مختلف
انتماء وأمان
هو حالة هستيريا
لعشقٍ ما نظرْتَ موطئه
إلّا بعيون روحِك
شيءٌ لم تُبصِره إلّا بقلبِك
ولن تغدو إليه بعدُ إلّا ببصيرتك
وإيمانك وتسليمِك
واستسلامك لحقيقةٍ
جدًّا حقيقيّة
هو حالة غوما
ترحلُ بِكَ
إلى خضرَتِه
وأرضه وحجارته
تكادُ تُيقن حتمًا ريحها
رغم غوما المسافات بينكما
تُجنُّ متى ما رأيتَها
رغم عدم رؤيتِك لها
إنّه انعكاس الرّوح
واجتماع القلب
والعين والرّؤيا
ثمّ تجسِّدها
فتُحسُّ نفسَك عاجِزًا
قابِعًا لا تستطيع لمسها
فتأتي يدُ الله
وتشدُّ على يديكَ
فتحمل أزرك وتمضي إليها
زاحفًا ماشيًا
مهرولًا ضاحكًا
مُقهقهًا مُنتصرًا
بزوال الجحود عن يديك
والحاجز بين قلبِك ونعليك
الملتصقين تمامًا بأرضها
فتشعرُ للوهلةِ الأولى
بخُبثك أهيَ لديك؟
وتأتيها حاميًّا قدميك..
انزع عنك كُلًّا وشيء
وابدأ بها ذرّة ذرّة
إنّها تشتاق شفتيك
انزل لها بريحك
وجسدك المُغطّى
بكُل ما ارتشفت
إنّها الآن لديك
امسح عن وجهها
الشوائب المتراكمات
وانزع لها بأشعّتك
ندوب الغِرار
وكلَّ شيء
أعِد لها ما بيع منها
وما اقتنيت بقوّةٍ؟
لا بل بجفول حنّون بين يديك
بترابِ مسكٍ لها أهديت
ونحول معدة لأجلها خويت
ولأجلها كلّهم ما رأيت
أبصرتَها نورًا آخر السّرداب
لهو حذيت وأخيرًا له وصلْت
يا لها من جنّة تكادُ لولا إيمانِك
أن تبتر كلّ آمال الوصال بجنّة العُلا
وتجلِس قاعِدًا لها
تحسبُها الخير الّذي انتظرت
وتنال العُلا بدرجاتٍ لها ابتغيت
وجهَ الجّهاد وانتصرت
فلسطين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى